"ضربوا أمي وطاردوني بالسيارة، ولا أعرف ماذا يريد جهاز مخابرات السلطة مني"، بهذه الكلمات بدأ المحرر حمد الزير من مدينة الخليل، الحديث عن اللحظات الصعبة التي عاشها برفقة طفله ووالدته في أثناء ملاحقة أجهزة أمن السلطة له.
وأفاد الزير في حديثه لـ"فلسطين": أثناء خروجنا أنا ووالدتي وطفلي بعد صلاة التراويح اعترضت سيارة تابعة لجهاز المخابرات في الخليل سيارتنا وحطمت أجزاء منها، ثم اعتدوا على والدتي بالضرب.
وأشار إلى أنه تمكن برفقة طفله من الهروب من قوة الاعتقال التابعة لجهاز المخابرات العامة التابعة للسلطة.
وبين الزير أنه لا يزال مطاردًا لجهاز مخابرات السلطة في الخليل بعد مرور أكثر من يومين على محاولة اعتقاله.
ضرب وزنازين
ويتساءل المحرر بلال يامين (54 عامًا) من قرية تل جنوب غرب نابلس، "أنا محرر وأجريت مؤخرًا عملية قلب مفتوح.. ماذا تريد السلطة منى؟".
وذكر يامين لصحيفة "فلسطين" أن دورية من جهاز الأمن الوقائي حضرت إلى محل العائلة في القرية، واعتدت على أبنائي.
وقال: بعد ساعات قليلة فوجئنا بعدة مركبات عسكرية لجهاز الأمن الوقائي تحاصر المحل، واعتدى عناصر الوقائي على أبنائي جميعا ونقلنا إلى مقر الجهاز في نابلس.
وأضاف: أثناء الاعتقال لم يتوقف عناصر الوقائي عن ضربنا بالعصي والسب والشتم، وبعدها نقلونا للزنازين الانفرادية.
وذكر يامين أن الأمن الوقائي أفرج عنه مساء ذاك اليوم وأبقى على اعتقال نجليه: محمود وياسر؛ بتهمة حيازة سلاح، وكذّب في الوقت ذاته، تلك "التهمة الجاهزة" لتبرير اعتقال أبنائه.
واستهجن اعتقال الأمن الوقائي لأبنائه في ظل اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات فيه.
وصعّدت أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية المحتلة، منذ بداية شهر رمضان من اعتداءاتها ضد المواطنين والمحررين والاعتداء على عائلاتهم.
واستخدمت الرصاص الحي بحملتها الأمنية الأمر الذي أسفر عن إصابة الشاب هاني شولي بجروح خطيرة إلى جانب ثلاثة آخرين خلال محاولة السلطة اختطاف أحد المطاردين في بلدة عصيرة الشمالية قضاء نابلس، وفقًا للجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالضفة الغربية.
وتواصل أجهزة السلطة اعتقال حسن عماد وعمر عصام وبراء عصام وحارث يامين من بلدة تل بنابلس، لليوم الثاني على التوالي، بعد اقتحام منازلهم والاعتداء عليهم وعلى عائلاتهم.
وتختطف أجهزة السلطة المطارد لدى الاحتلال الإسرائيلي ورد شريم من البلدة القديمة في جنين، وذلك لليوم الثالث على التوالي.
وتواصل مخابرات السلطة في الخليل اعتقال الطالب في جامعة بوليتكنك فلسطين عز الدين عصافرة، والطالب في جامعة الخليل محمد علاء زهور، لليوم الـ3 على التوالي.
وتعتقل أجهزة السلطة المهندس أحمد غازي، والشاب أيمن عليوي منذ أربعة أيام، والمحرر والمعتقل السياسي السابق عدي مأمون شرباتي من الخليل لليوم السابع على التوالي.
وتواصل أجهزة السلطة في رام الله اعتقال الحاج منذر رحيب، في حين تلاحق المعتقل السياسي السابق أحمد هريش في محاولة لاعتقاله لليوم الـ11 على التوالي.
اقرأ أيضاً: اعتقالات سياسية جديدة بالضفة وتمديد للمعتقلين بسجون السلطة
وتختطف أجهزة السلطة المطارد لدى الاحتلال موسى عطا الله منذ 108 أيام على التوالي، والمطارد مصعب اشتية لليوم الـ202 على التوالي، على الرغم من صدور قرارات قضائية بالإفراج عنه.
وتحتجز استخبارات السلطة الضابط في الأمن الوطني عماد عودة لليوم الـ184 على التوالي، بتهمة إطلاق النار على مستوطن اعتدى عليه.
حملة أمنية
ووفقا لمدير "محامون من أجل العدالة" مهند كراجة، فإن هناك حملة أمنية تنفذها السلطة منذ بداية رمضان في محافظات الضفة تتركز غالبيتها في مدينة نابلس.
وأفاد كراجة في حديثه لصحيفة "فلسطين": بتوثيق مجموعته الحقوقية العديد من الاعتقالات ضد محررين ونشطاء؛ على خلفية سياسية والاعتداء على حرية الرأي والتعبير.
وشدد على أن السلطة تخالف القانون الأساسي، والاتفاقيات التي وقعتها التي تتعلق بحرية الرأي والتعبير، من خلال تلك الاعتقالات السياسية.
وبحسب عضو لجنة الحريات في الضفة الغربية خليل عساف فإن الاعتقالات السياسية التي تقوم بها السلطة لا تتوقف طوال العام.
وقال لصحيفة "فلسطين": المؤسف في الأمر أن هذه الاعتقالات السياسية والملاحقات التي تقوم بها السلطة، تأتي في ظل انتهاكات واعتداءات إسرائيلية بحق شعبنا ومقدساته.
وأشار عساف إلى أن ما تقوم به أجهزة أمن السلطة من اعتقالات ومداهمات وملاحقات يأتي ضمن الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع سلطات الاحتلال، داعيا إياها إلى وقف تلك الانتهاكات بحق المواطن الفلسطيني.