فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

"البقجة الحرارية".. تراث أردني بأسلوب عصري

...
البقجة الحرارية

"التراث" هو كل ما ورّثته الأجيال السابقة في مجالاتٍ وميادين مختلفة، منه المادي وغير المادي، ويسعى البعض إلى الحفاظ عليه أو استعادته أو إعادة إنتاجه بلمسات عصرية تُظهر مدى التطور والاختلاف بين الماضي والحاضر.

هذا ما فعلته الأردنية "أمل تفاحة" (40 عاماً)، عندما اختارت أن تحيي "البقجة الحرارية" بأسلوب عصري يُحاكي طريقة تقليدية كانت سيدات المملكة في الماضي يتبعنها لحفظ الأطعمة المختلفة.

أمل التي تعيش مع زوجها وأولادها في مدينة السلط التابعة لمحافظة البلقاء وسط البلاد، دفعتها ظروف أزمة كورونا إلى البحث عن عمل تجد فيه نفسها وتكون من خلاله سيدة منتجةً في المجتمع، وتحقق فيه دخلاً يعينها على تكاليف الحياة.

محط أنظار الكثيرين

مشروع السيدة الأردنية بات محطّ أنظار الكثيرين، خاصة مع أهمية المنتج الذي أحيت بمضمونه فكرة لا يعرف عنها سوى من عايشنها مع أمهاتهن وجداتهن في الماضي.

تقول أمل: أنها تحاول إحياء التراث والحفاظ عليه "بلمسات عصرية"، مشيرة إلى أن الفكرة "بدأت وقت اشتداد جائجة كورونا والحجر الصحي قبل ثلاث سنوات، وكنت في ذلك الوقت احتاج خلق شيء من لا شيء".

وتابعت: "الوالدة كانت تحتفظ بماكينة خياطة من أيام الزمن الجميل، وبدأت بالتسلية".

وأضافت تفاحة: "الفكرة ولدت في لحظتها، ولكن مرجعها هو تراث أمهاتنا وجداتنا اللائي كن ينقلن الطعام من المنزل للحقول والبساتين بالبقجة ليحافظن على حرارة الطعام".

وأردفت: "أمهاتنا كنّ في الماضي يقمن بلف وعاء الطعام حتى ينضج الأرز بشكل جيد، وفي نفس الوقت يحافظن على حرارته لوقت تجمّع العائلة حول المائدة".

مستوحاة من التراث

وأوضحت تفاحة: "البقجة مستوحاة من رائحة التراث، لذلك تم صنعها من مواد تحاكي التراث مثل قماش السدو بألوانه الخلابة"، لافتة إلى أنها "وجدت أن الموضوع يمثل بابا للرزق، وبدأت السيدات تطلبنها مني".

وحول مكونات صناعتها، بيّنت أمل بأن "المادة الداخلية هي عبارة عن قماش عازل للحرارة، ومحشوة أيضا بمواد عازلة للحرارة، ومواد أخرى تحافظ على شكلها".

ومضت تفاحة قائلة: "القماش الخارجي هو قماش السدو، وهو نوع من القماش الذي يستخدم في صناعة المقاعد العربية الأرضية والبسط التراثية".

واستدركت: "هذه المواد العازلة تعطينا في المحصلة بقجة حرارية حافظة للحرارة بنسبة 90 بالمائة، والمادة داخلها تحافظ على حرارتها سواء باردة أو ساخنة لمدة 6 ساعات، وهو أمر مثبت عن طريق التجربة الفعلية والعملية".

أصول إفريقية

وتابعة تفاحة: "التصميم من التراث الأردني لكن الفكرة تعود إلى أصول إفريقية، وهذه البقجة تساعد في إتمام عملية الطهي لبعض الأطباق وخاصة التي يستخدم فيها الأرز أو ما يعرف لدى نساء الأردن بفلفلة الأرز".

وأشارت إلى أن "من استخدمها بشكل متكرر وفّر لهم في استهلاك الغاز بحسب ما أكدوا بعد تجربتها"، مبينة أنها تعمل حالياً بمفردها، وتسعى لتطوير الفكرة لتصبح مشروع رائداً.

واستطردت: "تصنيع القطعة الواحدة يحتاج إلى 5 ساعات عمل متواصلة، وهذا يعتمد على الحجم المطلوب فهي بأحجام مختلفة وتكون بحسب الطلب، والبعض يطلب تطريز الاسم عليها، وهذا يعطيها طابعا شخصيا وخاصة عندما تكون هدية".

ولفتت تفاحة، إلى أن "الفكرة أساساً بنفس مبدأ الزوّادة التي كانت معروفة لدى المجتمعات الأردنية الريفية قديماً، وتستخدم في أغراض متعددة ومنها الرحلات، إضافة إلى مبدأ الأمان بضمان الأمهات عدم استخدام أبنائهن وسائل التسخين الوقودية والكهربائية".

أما عن أسعارها، فقد أكدت بأنها "في متناول الجميع، والهدف هو إحياء فكرة ومساعدة السيدات الأردنيات، وخاصة الموظفات، وأثمانها تتراوح ما بين 10 (14 دولار أمريكي) و20 دينار (28 دولار)، وتزيد بزيادة الحجم المطلوب".

واعتبرت تفاحة بأن ما يميّز "البقجة" بأنها "خفيفة الوزن وشكلها جميل وجذّاب، وقابلة للغسيل والتنظيف مما يطيل عمرها، ونكهة الطعام فيها أطيب؛ لأن الوجبات التي تحفظ فيها تكون أقل عرضة لحرارة الغاز، والبهارات والنكهة تبقى داخل الوجبة فلا تتطاير كما يحدث عند الطهي التقليدي".

وتعود أصول البقجة واختراعها إلى الدول الإفريقية؛ إذ حاول المختصون بالبيئة الوصول لحل بديل لاستنزاف الغابات وقطع الأخشاب لاستخدامها في طهي الطعام، فكانت هي الحل الأمثل، لتوفير الطاقة والموارد الطبيعية والمال والجهد أيضا.

المصدر / الأناضول