فلسطين أون لاين

تقرير المقطوعة رواتبهم للسلطة: أنهكَنا الفقر ولا دخل لنا

...
غزة.. تظاهرة احتجاجية للمقطوعة رواتبهم من قبل سلطة رام الله - أرشيف
غزة/ جمال غيث:

مع بزوغ فجر كل يوم يغادر أبناء المواطن خالد محمد، وهو أحد موظفي السلطة المقطوعة رواتبهم في قطاع غزة، بيتهم لجمع المواد البلاستيكية وعلب البيبسي والكولا، لبيعها مقابل مبلغ مالي زهيد من أجل توفير جزء من احتياجاتهم.

وفي كانون الأول عام 2018، انقلبت حياة عائلة محمد من مدينة غزة، رأسًا على عقب بعدما أقدمت السلطة على قطع راتبه في إثر تقرير كيدي وصل إلى مقر عمله في الضفة الغربية.

وقال محمد لصحيفة "فلسطين": إنه منذ أن قطع راتبه لم يترك بابًا في قطاع غزة إلا وطرقه من أجل استعادته، ومعرفة أسباب القطع، لكن دون جدوى فالجميع كان يخبره بوجود خلل فني وسينتهى.

وأضاف: "خمسة أعوام مرت على قطع راتبي وما تزال السلطة تبحث عن الخلل الفني الذي بموجبه حُجب راتبي من أجل إصلاحه ولكن دون جدوى".

وبين أن قطع راتبه عرضه للعديد من المشكلات مع كفلائه الذين بدأت البنوك تخصم منهم لعدم إيفائه بسداد ما عليه من قروض لجأ لها لبناء منزله عام 2005، إلى جانب تردي وضعه الاقتصادي وعدم امتلاكه الأموال لتلبية احتياجات أسرته.

وأشار محمد إلى أنّ أولاده الثمانية وزوجته حرموا من العيش حياة كريمة بعد قطع راتبه، ووصل بهم الحال إلى جمع البلاستيك وعلب الكولا الفارغة يوميًّا، لبيعها مقابل الحصول على مبلغ بسيط يُقدّر ما بين 5 إلى 10 شواقل لتوفير احتياجاتهم. 

ولفت النظر إلى أنه يضطر للعمل في أي شيء من أجل توفير الطعام والشراب والكسوة لأولاده، داعيًا السلطة في رام الله، لإنهاء معاناته وصرف راتبه كي تعيش أسرته حياة كريمة أسوة بغيرهم.

اقرأ أيضًا: تقرير بفرحة مكسورة.. العيد يطرق أبواب عائلات الأسرى المقطوعة رواتبهم

وقطعت السلطة في رام الله، رواتب المئات من موظفيها ومحررين وفرضت خصومات وصلت إلى 30-50% من رواتب الموظفين، فيما أحالت الآلاف منهم إلى التقاعد القسري، ضمن سلسلة العقوبات التي فرضها على قطاع غزة منذ أبريل 2017. 

وعود بالية

ولم يكن الموظف إبراهيم بصل، أفضل حالًا من سابقه، إذ قطعت السلطة في رام الله راتبه قبل نحو 6 أعوام، دون أي سبب يذكر.

واستغرب بصل، الأب لأسرة مكونة من ستة أفراد، مواصلة السلطة قطع راتبه، لافتًا إلى أنّ الموظفين المقطوعة رواتبهم نظموا سلسلة احتجاجات طوال السنوات الماضية لإنهاء معاناتهم واستعادة رواتبهم لكن دون جدوى فالسلطة تصم آذانها عن نداءاتهم.

وقال بصل لصحيفة "فلسطين": إنّ المقطوعة رواتبهم توجّهوا لكافة مسؤولي السلطة وقيادة حركة فتح بغزة، وتلقّوا سيلًا من الوعود بحلّ ملفهم، لكنها ذهبت أدراج الرياح.

ولمحاولة توفير احتياجات عائلته يعمل بصل، في أيّ شيء، مشيرًا إلى أنه في بعض الأيام يعمل يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع وبعض الأسابيع لا يتوفر له عمل يمكّنه من شراء احتياجات عائلته.

وأكد بصل أنّ موظفي السلطة المقطوعة رواتبهم يعيشون أوضاعًا مأساوية وبعضهم غير قادر على توفير احتياجات عائلته، ومنهم من يعتمد على ما تقدمه له بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، داعيًا السلطة في رام الله إلى صرف رواتبهم وإعادة حقوقهم ليتمكنوا من رعاية أسرهم.

سائق تاكسي

ويعمل عامر جلال، سائقًا على سيارة أجرة يجوب بها شوارع القطاع، منذ ثلاثة أعوام من أجل إعالة أسرته المكونة من خمسة أفراد بعد أن قطع السلطة راتبه قبل ستة أعوام، دون إبداء أي أسباب.

ويشتكي جلال، في حديث لصحيفة "فلسطين" من تردي أوضاعه الاقتصادية بعد قطع رواتبهم، مشيرًا إلى أنّ ذلك أدى لتراكم الديون عليه وجعله يعمل من أجل سداد ديونه وتجنيبه الحبس والوقوع في خلافات مع المواطنين.

ودعا جلال، الكل الفلسطيني للانتفاض في وجه سياسة قطع الراتب، ومحاسبة كل من كان له دور فيها، مردفًا: "كفانا فقرًا وكفانا جوعًا، وأين السلطة من مسؤولياتها تجاهنا".