يمضي الشاب حسن المغربي ساعات طويلة في صنع عشرات الوجبات من مندي الدجاج المحببة كثيرًا لدى نسبة عالية من المواطنين الغزِّيين، ويقبلون عليها خلال شهر رمضان والعطلات الصيفية كذلك.
والمغربي البالغ (28 عامًا) يعمل مصمم جرافيك في مطبعة بحي الزيتون، جنوب مدينة غزة، إلا أن صناعة المندي هواية بدأ في ممارستها قبل قرابة 10 أعوام، واستمر فيها حتى اشتهر وأصبح معتمدًا لدى الكثير من العائلات.
ويوظف الشاب الغزِّي مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لعمله في صناعة المندي، وتلقى منشوراته استحسان المعجبين.
ويعدّ المغربي وجبات المندي مختلفة الأحجام، كل يوم جمعة فقط طيلة العام في أرضٍ استأجرها منذ سنوات بحي الزيتون، ولا ينقطع عن تجهيزها يوميًا في شهر رمضان لتلبية طلبات الزبائن.
وتتسع مساحة الأرض التي يعمل بها المغربي لـ 10 براميل مندي، ويسع كل واحد منها بين 15-20 دجاجة.
ويقول لصحيفة "فلسطين": يأتي الزبائن إلىَّ لشراء وجبات جاهزة (دجاج مندي مع رز)، أو يحضرون الدجاج جاهزا بالتوابل، أو نتكفل نحن بتتبيله، لافتاً إلى أن الأسعار تختلف تبعًا لذلك وتتراوح بين 10 إلى 37 شيقلًا.
ولا يقتصر عمل المندي على لحوم الدواجن، فعدد لا بأس به من زبائن المغربي يطلبون مندي "فخد الحبش"، وزبادي الكبدة التي تشهد إقبالاً من العمال وأصحاب المحال التجارية ممن ليس لديهم القدرة على العودة لمنازلهم وقت الإفطار.
ويقول إن إعداد المندي وبيعه مُجدٍ اقتصاديًا في شهر رمضان على وجه التحديد، لكن شرط إتقان إعداده بطعمٍ مميز يجعل المواطنين يقبلون على شرائه فيما بعد.
وأكثر ما يحرص عليه المغربي استقبال الطلبات من زبائنه قبل يوم واحد على الأقل، حتى يتمكن من ترتيب أسماء الزبائن وأوقات تسليم الوجبات لأصحابها.
ولا يتعارض عمل المغربي في المكتبة مع هوايته في صناعة المندي، مشيرًا إلى أنه يحصل على إجازة من عمله طيلة شهر رمضان للتفرغ للعمل في المندي حيث يمتد عمله 12 ساعة يوميًا.
وتعود أصول هذه الوجبة إلى شبه الجزيرة العربية واليمن، وانتقلت فيها بعد إلى دول الخليج ومصر وبلاد الشام، وأصبحت من الوجبات الشهيرة.
طريقة التحضير
أما عن طريقة تحضير المندي، فتبدأ بتجهيز الدجاج مع التوابل، وإشعال حطب داخل البرميل، وتعد هذه المهمة من أصعب المهام وتتطلب وقتًا حتى تصبح النار جمرا حيث يوضع الدجاج داخل سلة معدنية وتجلس فوق الجمر ومن ثم يغلق البرميل جيدًا بغطاء مخصص لمدة تتراوح بين ساعة ونصف إلى ساعتين.
ويبين المغربي أن الإغلاق المحكم للبرميل ضروري لمنع دخول الهواء وحبس الحرارة في مكانها وهو ما يتيح نضح اللحم جيدًا والحصول على طعم مميز له، ويلفت إلى أن دخول الهواء يسمح باشتعال النار داخل البرميل واحتراق الطعام.
ويبيع المغربي في رمضان بين 70-100 دجاجة مندي مع أرز يوميًا.
وعادة ما يفضل أهالي غزة تناول المندي في غير أيام رمضان خاصة الرحلات البحرية التي تمتد للمبيت على شاطئ غزة.
ويعدّ المندي من الوجبات التي من يصعب إعدادها في المنازل، بسبب عدم امتلاك أصحابها مساحة كافية لردم البرميل ولصعوبة إشعال الحطب المخصص للطهي، ولجأ البعض إلى صنع براميل تعمل بواسطة الفحم لكنها لا تنتج الطعم والنكهة التي تحققها البراميل الأرضية.