فلسطين أون لاين

هذه الصورة (ممنوع) أن تتكرر!

...
أحمد منصور

مشهد الاعتداء على الحرائر والشبان في الأقصى منتصف ليلة الثلاثاء الـ 5 من أبريل كان صادمًا بكل معنى الكلمة! 

حاولت في تفكير مع الذات رسم المسار الذي تحاول أن تصنعه إسرائيل، هل تسعى لجرنا لمعركة؟ عبر الإمعان في ممارسة حربها الدينية على المسجد؟ أم هي محاولات بالقوة لفرض التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى؟ ومنع المسلمين من تأديتهم لشعائرهم الدينية في أعظم شهور العام بالنسبة إليهم؟.

رسالة المقاومة كانت قد خرجت في 2022 ومن قبلها في سيف القدس في 2021 بأن مشهد الاعتداء على المصلين في صحن المسجد أمر لن يكون مقبولًا وغير مسموح لهذا المشهد أن يتكرر! وكأن هذه العبارة باتت بمكان أداة الشرط، بمعنى أن تكررها سيوجب على من رسم مسارها استحقاقًا سيدفع ثمنه من أراد لهذا المشهد أن يتكرر!.

يُحسب لغزة وكما كانت السباقة دومًا للمبادرة، أنها دكت اسديروت بعد ساعات من مشهد اعتداء ليلة الثلاثاء، أتبع ذلك أحرار الضفة؛ حيث نُفذ نحو 70 عملية إطلاق نار في ليلة كانت فارقة مع قرب كهنة المعبد الإيذان بدخول أيام عيد ما يسمى "الفصح".
ليلة الأربعاء كان الاعتداء على المصلين أقل حدة إلا أنهم مُنعوا من الاعتكاف وتم طردهم أيضًا من الأقصى، الجمر الكامن تحت الرماد بدأ يتحرك، اندفع أهلنا في عرب الداخل المحتل في أم الفحم وغيرها من القرى والمدن، بدأت المناوشات، قرع إنذار بالون الأحمر أروقة المخابرات! -بلسانهم- نحن لا نريد لمشهد هبة الداخل إبان التي كانت في سيف القدس أن تتكرر! هذا (رعب رمضان) الذي لا طالما حذرنا منه!.

ظهر اليوم التالي الخميس (6/4) جرس إنذار من نوع آخر قرع هذه المرة في شمال فلسطين المحتلة حيث تتعرض لرشقات صاروخية، وتطبيق صافرات الإنذار الموجود على هواتفنا لا يكاد يتوقف عن إطلاق تحذيراته! هذا ما كان -حرفيًا- خارج حسابات كل إسرائيل!.

اجتمع الكابينيت فأقر توجيه ضربة لغزة ردًا على الصواريخ من القطاع .. تُرجمت الضربة بقصف عدد من الأراضي الفارغة لفصائل المقاومة وأماكن التدريب -هي ضمن المعتاد- أو إن صح القول ضمن (قواعد الاشتباك) التي يعرف شلومو حدودها، فقد جرب رد غزة في حال تجاوزها.

-منطقيًا- (بلسان إسرائيل) هذا القصف مخرج جيد ليجد مبررًا لرأي العام، وكي لا تورط إسرائيل نفسها مع الحزب اللبناني! في المقابل ردت غزة بطريقة أن حق فيها القول فقد كانت إبداعية، ضبط فيها إيقاع إطلاق الصواريخ بشكل منسجم ومنضبط 10/10 أيضًا وفق قواعد الاشتباك والنار.

اليوم الجمعة أفقنا على وقع عملية إطلاق نار هناك في الأغوار حصدت 3 قتلى، وكان لوقعها الهادئ في دقائقها المعدودة، سمفونية أجمل بكثير من كل الضجيج الذي أحدثته طائرات الـ f16 طوال الليل في سماء غزة!.

الملخص، بعد الصورة التي تم التحذير من عدم تكرارها .. تشعر أن هناك من رسم مسارًا بطريقة إبداعية لتدرج الأحداث وتسلسلها في الرد على مشهد منع المصلين من أداء صلواتهم، والاعتداء وضرب الحرائر في الأقصى (غزة-الضفة-الداخل المحتل-لبنان-الأغوار وأريحا).

نعم .. فقد نفذ الرجل تهديده بصوت سيف القدس، وبصوت الواثق بنصر الله يومها في اللقاء الذي ضم قادة فصائل المقاومة، في رمضان 2022 بمعنى أن القرار كان بالإجماع والاتفاق بأن (هذه الصورة ممنوع أن تتكرر)!.

أعجبتني كلمة تحدث بها في أحد اللقاءات التي ضمت عددًا من الإعلاميين بأن القرار لأجل أن يُتخذ وجب أن تكون أدمغتنا في (الفريزر) بمعنى لا تؤخذ القرارات بشكل اعتباطي وبأنفس الحمية .. 

فلطالما قالوا بأن "طبق الانتقام يؤكل بارداً"