حرص فلسطينيو الداخل المحتل منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك على شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، بواسطة حملات شبابية ذاتية توفر حافلات مجانية للمصلين والمرابطين والمعتكفين.
وشكّل فلسطينيو الداخل صمام الأمان لحماية المسجد الأقصى والدفاع عنه في مواجهة ممارسات الاحتلال، واقتحامات المستوطنين، وهو ما دفع سلطات الاحتلال إلى تنفيذ سلسلة من الاعتقالات والاستدعاءات بحقّ القائمين على تلك الحملات.
إقبال كبير
وقال أحد القائمين على حملة "شد الرحال للمسجد الأقصى" في رهط في النقب المحتل، شريف أبو هاني، إنّ الاحتلال عمل على مواجهة المتطوعين في حملات شدّ الرحال إلى الأقصى بالتحقيق والاستدعاء.
وأوضح أبو هاني لصحيفة "فلسطين"، أنّ إجراءات الاحتلال لم تمنع المتطوعين من القيام بدورهم في حشد أهالي الداخل للصلاة في الأقصى، مشيرًا إلى أنّ قيمة التبرعات لمصلحة الحافلات التي تقل المصلين والمرابطين للأقصى وصلت لـ187 ألف شيقل.
وذكر أنّ الحملة تعمل على تسيير 40 حافلة إلى المسجد الأقصى طيلة أيام شهر رمضان، وحافلتين أسبوعيًّا طيلة أيام السنة، حيث إنّ هناك إقبالًا من أهالي الداخل المحتل على المشاركة في حملات شد الرحال للأقصى، ولا سيما في شهر رمضان.
وبيّن أنّ حملات شد الرحال إلى الأقصى تهدف لإبقائه عامرًا بالمصلين والمرابطين، خاصة في ظل حكومة الاحتلال العنصرية واقتحامات المستوطنين المستمرة لباحات الأقصى، ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد.
ولفت أبو هاني إلى أنّ حملات شد الرحال إلى المسجد الأقصى ستستمر طيلة أيام شهر رمضان، رغم المضايقات من شرطة الاحتلال، وحملات الاستدعاء ضد القائمين على الحملات، والضغوط التي تمارس عليهم.
تهديد القائمين
من جهتها أكدت الناشطة السياسية في الداخل المحتل، سيرين جبارين، أن سلطات الاحتلال تهدف من المضايقات ضد القائمين على حملات شد الرحال إلى الأقصى، إلى وقف حملات شد الرحال للأقصى، وتقليل نسبة حضور أهالي الداخل المحتل في المسجد لتأدية الصلاة أو الاعتكاف.
وقالت جبارين لصحيفة "فلسطين": "إن سلطات الاحتلال تعمل على تهديد القائمين على تنظيم حملات شد الرحال إلى الأقصى، كما تخرج أحيانًا دوريات من شرطة الاحتلال وراء الحافلات حتى وصولها إلى مدينة القدس".
وأوضحت أنه عند وصول الحافلات قرب المسجد الأقصى ترجعها شرطة الاحتلال، إلى جانب حصار المواطنين ساعات طويلة داخل الحافلات.
وبينت أن هناك أساليب تهديد أخرى يتعرض لها الشباب المرابطون في الأقصى، من خلال إرسال رسائل عبر هواتفهم، واتصالات من مخابرات الاحتلال لتخويفهم من الاستمرار في الاعتكاف في الأقصى.
وشددت جبارين على أن مضايقات سلطات الاحتلال لن تمنع أهالي الداخل المحتل أو القائمين على حملات شد الرحال من مواصلة الوصول إلى المسجد الأقصى، والصلاة والرباط فيه.