فلسطين أون لاين

تقرير ردًّا على العدوان.. الفلسطينيون في الوطن والشتات يتَّحِدون نصرة للأقصى

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

اتّحد الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية والداخل المحتل، وكذلك اللاجئين في دول الجوار، بمعركة الدفاع عن المسجد الأقصى والتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تجاوزت الخطوط الحمراء ووصلت حد الاعتداء على المصلين والمرابطين.

ولم يمضِ على بدء العدوان في ساعة مبكرة فجر أمس، سوى بضع دقائق حتى انطلقت ردود الفعل ضد جريمة اقتحام المسجد الأقصى في شهر رمضان والاعتداء على المعتكفين، واعتقال أكثر من 400 منهم، حسبما تفيد هيئة شؤون الأسرى.

صواريخ غزة

فصائل المقاومة العسكرية لم تقف مكتوفة الأيدي، وأطلقت رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات الاحتلال، وطالت صواريخها مستوطنة "سديروت" شمال قطاع غزة.

وتداول ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات قصيرة أثبتت دقة صواريخ المقاومة في إصابة المستوطنات، ووثّقت محاولة هروب المستوطنين إلى الملاجئ.

وعلى إثر ذلك دوَّت صافرات الإنذار في مستوطنات قريبة من غزة، ودوّت بعدها أصوات انفجارات قوية داخلها.

وزعمت مصادر أمنية إسرائيلية، أنّ 10 صواريخ على الأقل أُطلقت من غزة باتجاه عدد من مستوطنات الاحتلال.

وتزامن عدوان قوات الاحتلال مع حراك جديد لمجموعات المقاومة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وخاضت فيه اشتباكات مسلحة.

وضمن ردود الفعل المصاحبة للعدوان على الأقصى، انطلقت مسيرات في مدينة أم الفحم وغيرها من مدن الداخل الفلسطيني المحتل منذ النكبة سنة 1948، في مشهد يعيد للأذهان مسيرات الداخل التي رافقت هبة الكرامة في معركة سيف القدس.

وخاضت كتائب القسام وفصائل المقاومة هذه المعركة في مايو/ أيار 2021، ردًّا على تصاعد جرائم الاحتلال في مدينة القدس والمسجد الأقصى، ولا سيما ما تعرض له حي الشيخ جراح المهدد بتهجير أهله.

وشاركت مجموعات شبابية في تظاهرات انطلقت فجر أمس، في المخيمات الفلسطينية بلبنان، نصرة للمسجد الأقصى، وتنديدًا باقتحامه.

وشهد مخيم نهر البارد شمال لبنان تظاهرة حاشدة جابت شوارع وأحياء المخيم، هتف فيها المشاركون للمسجد الأقصى والمرابطين فيه. وعبَّر المتظاهرون عن دعمهم ونصرتهم لأهالي القدس والداخل المحتل في مواجهة اعتداءات الاحتلال.

وفي مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، خرج عشرات الشبان رافعين العلم الفلسطيني في تظاهرة شعبية، تلبية لنداءات نصرة الأقصى انطلقت على تطبيقات التواصل الاجتماعي.

وهتف المشاركون "من البداوي لفلسطين، نحنا شعبك فلسطين".

اقرأ أيضًا: فلسطينيو الخارج: نرفض توزيع مناهج مُحرّفة على الطلبة بالقدس

وفي تجمع الشبريحا للاجئين في مدينة صور جنوب لبنان، نفّذ عشرات اللاجئين، وقفة وسط التجمع، ورفعوا الأعلام الوطنية الفلسطينية، نصرةً ودعمًا للمعتكفين في الأقصى.

تفجر الأوضاع

وقال الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق: إنّ المشهد المروع في المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين ومحاولة إخراجهم منه، سببت حراكًا فلسطينيًّا قويًّا وجعلت الفلسطينيين يخرجون للشوارع للتعبير عن إدانتهم ورفضهم لهذه الاقتحامات.

وأضاف صادق في تصريح لصحيفة "فلسطين": أنّ الحكومة الصهيونية الدينية الحالية، تتسبب بتوتير الأجواء، متوقعًا أن يؤدي استمرار انتهاكاتها إلى تفجر الشعب الفلسطيني ومقاومته في وجهها.

وأكد أنّ ما يمارسه الاحتلال من جرائم عبارة عن عوامل تفجير تؤسس لمعركة جديدة ضده.

واستدرك صادق: أنّ المقاومة بغزة أثبتت الوحدة الجغرافية الحقيقية لفلسطين في مواجهة التغول الصهيوني، وتجسّد ذلك بتلاحمها مع القدس والضفة والداخل المحتل ووقوفها إلى جانبهم ضد جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى.

وزاد في كلامه: غزة لن تترك القدس والضفة وحدهما، ووحدة الساحات في فلسطين ستتجسّد هذه بأيّ معركة قد تخوضها المقاومة ضد الاحتلال.

ورجّح أنّ فصائل المقاومة بغزة جاهزة لمواجهة كل الاحتمالات الناتجة عن تصاعد انتهاكات الاحتلال.

من جهته، رأى الخبير في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أنّ انتهاك الاحتلال لحرمة المسجد الأقصى والعدوان على المعتكفين فيه، يعطي مؤشرات قوية لإمكانية إنتاج نسخة جديدة من معركة سيف القدس.

وأضاف الشرقاوي لـ"فلسطين"، أنّ منظمة التحرير ليست معفية مما يحدث في مدينة القدس والأقصى، ويفترض منها تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي وسحب الاعتراف بكيان الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني فعليًّا، والتحلل من (أوسلو).

وطالب المنظمة بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن الأوهام التي حاولت إقناعه بها، وجعلته "يعيش في جحيم"، خاصة أنها تعترف بشرعية (إسرائيل)، وتواصل التنسيق الأمني وتمارس الاعتقالات السياسية.

واستدرك الشرقاوي: لأول مرة في التاريخ حركة تحرر تشارك الاحتلال في احتلال أرضها.