فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الدَّعم العسكريِّ والسِّياسيِّ الغربيِّ لـ (إسرائيل).. وقاحة أسقطت أكذوبة "حقوق الإنسان"

غزَّة.. استشهاد ديب حسين بطل العرب وفلسطين في "مصارعة الذراعين"

بعد عام من الحرب.. البطالة تعصف بعمَّال غزَّة والمساعدات "شحيحة"

د.الدقران لـ"فلسطين أون لاين": استمرار حرب الإبادة "حكم بالإعدام" على المرضى والمصابين

"جئناكم بجحيم الموت، فمخيّم جباليا حرامٌ عليكم".. القسام ثبت مشاهد "ملحميَّة" لـ ""تفخيخ منازل" "واصطياد جنود" شمال غزّة

اللِّواء الدُّويري: خطاب أبو عبيدة يدشِّن لمرحلة جديدة من المقاومة ضد "إسرائيل"

جنوب أفريقيا تعتزم تقديم أدلَّة جديدة لـ "العدل الدوليّة" على الإبادة الإسرائيليَّة بغزَّة

أبو عبيدة: خيار المقاومة هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ضدَّ الاحتلال

كيف يتعمَّد الاحتلال شلَّ محاولات إنقاذ ضحايا الغارات والمجازر المتواصلة على غزّة؟

الفشل الاستخباري والعسكري بـ 7 أكتوبر .. زلزال لا زالت هزاته متواصلة بـ (إسرائيل)

يُنتج طنًّا من الأجبان شهريًّا..

تقرير سيدات "الأرض الطيبة" يقهرن البطالة

...
مصنع الجبن
غزة/ أدهم الشريف:

ترتدي مجموعة من النساء زيًّا موحدًا في أثناء عملهن في مصنع مختص بإنتاج أنواع مختلفة من الأجبان والألبان؛ تأسست نواته قبل عام بدعم دولي.

وبينما يرتديْن السيدات العاملات قفازات شفافة اللون في أكفهن ويضعن كمامات على وجوههن، تغطي قبعات زرقاء رؤوسهن ويلبسن مريولاً أبيضًـا، إذ يمنحهن الزي انسجامًا أكبر وهن يعملن يوميًّا في مصنع "وحدة الأيدي الطيبة" الواقع في منطقة الشوكة شرق مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وتتشارك العاملات وعددهن 4 بالأساس، يرتفع إلى 8 حسب حاجة السوق من كميات الأجبان والألبان التي ينتجها المصنع، وتصل ذروة الإنتاج مع ازدياد الطلب في شهر رمضان إلى طن، بحسب مديرة الإنتاج في المصنع ياسمين أبو سعيد.

وتعدّ الجبنة البلدية واللبن المنتجين من حليب الأبقار من الأغذية التي يزيد الطلب عليها في رمضان، وأطعمة أساسية على موائد سحور الأسرة الغزية.

وتفيد أبو سعيد لصحيفة "فلسطين"، بأن المصنع ينتج 6 أنواع من منتجات الألبان، تشمل الجبن البلدي، واللبن، واللبنية، وجبنة الموزيريلا المستخدمة في صنع المخبوزات.

وانطلق "الأرض الطيبة" إلى السوق الغزي؛ تلبية لحاجة مجموعة من السيدات الباحثات عن عمل ليتجاوزن عبره أزمة البطالة البالغة نسبتها 45%، وفق نتائج مسح القوى العاملة في فلسطين عام 2022.

والعاملات في المصنع فتيات وسيدات معيلات لأسر أزواجهن عاطلون علن العمل أو من ذوي الدخل المحدود، أو أصحاب أمراض غير قادرين على العمل، ويبلغ تعداد الأسرة الواحدة 6 أفراد على الأقل.

وتبدأ السيدات العمل في المصنع في تمام الساعة السادسة والنصف صباح كل يوم، ويمتد حتى الواحدة ظهرًا، ضمن آلية توزع عليهن الأدوار المنوطة بكل واحدة منهم.

وتقول أبو سعيد: إنه ولضمان سير عمل المصنع بشكل سليم، "لجأنا إلى هيئة العمل التعاوني، وأصبحنا جسمًا قانونيًّا مراقبًا من الهيئة في كل تفاصيل عملنا"، مشيرة إلى أنهم حصلوا على تمويل من إحدى مؤسسة "بارسك" اليابانية بقيمة تزيد عن 50 ألف دولار، ضمن مشروع يمتد على ثلاث مراحل.

وخضعت السيدات لتدريبات مكثفة ضمن برامج نفذتها المؤسسة الممولة وكذلك مؤسسة الإغاثة الزراعية.

مواصفات إنتاجية

ويعتمد المصنع على حليب الأبقار والأغنام الذي يجلبنه من مزارع منزلية تديرها سيّدات، لتحسين دخلهن، وإعالة أسرهن ضمن مراحل المشروع الأولى، في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي ولّدها الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عقدٍ ونصف العقد من الزمن.

وتصل الألبان إلى المصنع عبر مركبة خاصة، وفكرة المصنع تقوم بالأساس على إنتاج أجبان من حليب الأغنام، لكن بسبب موسميتها لجأن إلى استخدام حليب الأبقار، وفق أبو سعيد.

وتبين أن المركبات الخاصة بمصنع "وحدة الأيدي الطيبة" مزودة بمبردات تحفظ حليب المواشي من إمكانية ارتفاع نسبة الحموضة فيه في أثناء جلبه من المزارع.

وتعمل السيدات ضمن معايير مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، وتخضع المنتجات لمراقبة عدة جهات منها وزارة الصحة الفلسطينية، ووزارة الاقتصاد.

وتطلع أبو سعيد وشريكاتها إلى إنتاج الجبن والألبان بما يوائم مواصفات الجودة العالمية، والوصول إلى كميات وفيرة من الإنتاج تسمح لهن بتصدير منتجاتهم إلى الأسواق المجاورة.

أما عن المعيقات التي واجهت المصنع والعاملات فيه، فتمثلت بعدم قدرتهن في بدايات العمل على ترويج منتجات "الأرض الطيبة"، وتطلب ذلك منهن الاحتكاك بالأسواق والتجار وأصحاب المحال التجارية وإقناعهم بجودة منتجهم.

واستدركت: "استطعنا التغلب على هذه العقبة، ونجحنا في ترويج إنتاجنا، وأصبحنا عنوانًا للكثير من المواطنين والتجار والمحال التجارية في مناطق متفرقة من قطاع غزة".

وتتطلع السيدات العاملات إلى دعمهن من الجهات الرسمية والأهلية لضمان استمرار عملهن، وتطويره بأفضل الوسائل والمعدات المستخدمة في صنع المنتجات التي تلقى رواجًا كبيرًا لدى المواطنين في قطاع غزة، خاصة خلال شهر رمضان.