فلسطين أون لاين

تقرير السلطة تقتل فرحة رمضان في منزل المعتقل السياسي "الشرباتي"

...
عناصر من أجهزة السلطة بالضفة الغربية (أرشيف)
الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

"إفطاري اليومي خلال شهر رمضان مرير للغاية، والغصة تملأ قلبي"، بهذه الكلمات بدأت أم عدي الشرباتي والدة المعتقل السياسي عدي لدى أجهزة أمن السلطة، الحديث عن أجواء شهر الصيام في العائلة بعد اختطاف ابنها.

ومنذ إقدام قوة من جهاز المخابرات التابع للسلطة في مدينة الخليل اختطاف الشاب عدي الشرباتي، الأحد الماضي، بعد تأديته صلاة التراويح في أحد مساجد المدينة، خيمت حالة من الحزن على عائلته التي تسعى للإفراج عنه كون اعتقاله جاء على خلفية سياسية.

وتقول أم عدي في حديثها لـ"فلسطين": "مع اعتقال جهاز مخابرات السلطة ابني عدي وهو أكبر أبنائي، غابت الابتسامة عن المنزل، ولم يعد سحورنا أو فطورنا طبيعيًا، وكل همنا هو الإفراج عنه، وهل هو بخير أم يتعرض للتعذيب".

وتضيف عدي: "عند دخول موعد السحور والإفطار، نرفع أيدينا أنا وزوجي وأشقاء عدي، إلى السماء ونبدأ بالدعاء على من اختطف ابني وزجه بالسجون دون أي تهمة واضحة ضده، والدعاء على العملاء".

وتوضح أن ابنها عدي سبق واعتقلته أجهزة أمن السلطة قبل 3 أشهر وتم توجيه تهم له تتعلق بحيازته السلاح، ثم تم الإفراج عنه لعدم إثبات أي من تلك التهم، ولكن عادت المخابرات لاختطافه من جديد.

اقرأ أيضاً: تقرير مداهمات الاعتقال السياسي أوقات الإفطار تُشتّت اللمّات العائلية بالضفة

وتبين أن تفاصيل الاختطاف تمت بعد انتهاء عدي لصلاة التراويح مساء الأحد الماضي، وأثناء عودته إلى المنزل، هاجمه عناصر من المخابرات ووضعوه بسيارة مدنية.

وتقول: "لم تسمح أجهزة أمن السلطة في الخليل لنا بزيارة عدي بعد مرور 4 أيام على اعتقاله، ورفضوا أيضا إعطاء والده أي تفاصيل حول أسباب اعتقاله ووجوده في سجونها".

وتبين أن التهمة الوحيدة التي تنتظر ابنها عند كل اعتقال لدى أجهزة أمن السلطة المختلفة، هو كونه أسيرًا محررًا من سجون الاحتلال ينتمي لحركة "حماس"، دون وجود أي شيء آخر، وهي تهمة سياسية.

بدوره، أكد الناشط الحقوقي، هشام الشرباتي، أن أجهزة أمن السلطة صعّدت منذ بداية شهر رمضان من حملة الاعتقال السياسي ضد المواطنين والمحررين، على خلفية سياسية.

وقال الشرباتي في حديثه لـ"فلسطين: "الاعتقال وفق القانون الأساسي الفلسطيني يجب أن يكون على تهم حقيقية وجنائية تكون مسندة من النيابة العامة، ولكن جميع حالات الاعتقالات السياسية التي تنفذها السلطة تكون خارج إطار القانون".

وبين الشرباتي، أن السلطة وأجهزتها الأمنية تقوم بالتحقيق مع المعتقلين السياسيين على أنشطة مشروعة وقانونية، ويتم إحالتهم للقضاء من خلال تهم غير منطقة وفيها يتم اعتقال المواطنين وتعطيل حياتهم وأعمالهم، ثم يتم إعادة اعتقالهم بعد فترة من إطلاق سراحهم.

وأوضح أن الشاب عدي الشرباتي وهو أسير سابق اعتقلته أجهزة أمن السلطة قبل أشهر وتم الإفراج عنه بسبب عدم وجود أي تهم حقوقية ضده، وأعادت اعتقاله قبل أيام دون وجود تهم واضحة لهم.