فلسطين أون لاين

الزراعة ترجح إنتاج 200 طن 

تقرير مربو النحل في غزة يتهيؤون لـ"قطف عسل الربيع"

...
مربو النحل في غزة يتهيؤون لـ"قطف عسل الربيع" 
غزة/ رامي رمانة:

يتنقل مربي النحل فهد الدحدوح ذو الـ(35) عامًا، بين خلايا النحل الموضوعة في شرق مدينة غزة، إيذانًا بجنى العسل بعد انتهاء شهر رمضان، فيما يعرف ذلك الوقت في أوساط المربين بـ"القطفة الربيعية".

الدحدوح الذي يعمل في هذه المهنة منذ (10) سنوات مضت، تحدث لصحيفة "فلسطين" عن تداعيات تقلبات الطقس في تأخير موسم قطف العسل.

قال:" إن أي انخفاض في درجات الحرارة يؤخر في عقد ثمار الأزهار التي تعد الغذاء الرئيس للنحل".

وأضاف الدحدوح: "النحل يتجنب الخروج من المناحل لجلب الرحيق من الأزهار إن كانت أجواء الطقس غير مواتية، وهذا يؤخر أيضًا في إنتاج العسل".

ثمة تحديات تعترض نشاط الدحدوح ونظرائه العاملين في هذا المجال، أبرزها: نقص أشجار الحمضيات بسبب عمليات التجريف التي تسبب بها الاحتلال في عدوانه المتكرر على القطاع، إلى جانب التوسع العمراني وتفتيت الملكية.

التحدي الآخر، مرض" الفاروا" الذي إن هاجم النحل يسبب إعاقه في طيرانه ويحيده عن عملية إنتاجه، بيد أن علاجه يكون على نفقة المربين الخاصة وهذا المرض بحاجة إلى تدخل من وزارة الزراعة والمؤسسات والجمعيات ذات الشأن لتقديم الأدوية والعقاقير المناسبة لمكافحة المرض.

أما نقص "الملكات" فهو تحدٍ ثالث، إذ دعا الدحدوح إلى مساعدتهم على توفيرها من مصادر موثوقة، وسط تأكيده على ضرورة تشديد الرقابة على مستوردي الملكات حفاظًا على جودة إنتاج العسل.

فيما يدعو مربي النحل إبراهيم الضبة إلى تكثيف زراعة أشجار الكينيا في الشوارع والطرقات العامة التي تعد مصدرًا رئيسًا لغذاء النحل.

وأشار الضبة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى معاناتهم جراء منافسة العسل المستورد لإنتاجهم،" فالمستورد يباع بأسعار أقل وبجودة أضعف، لكن غالبية المستهلكين بغزة ونظرًا لوضعهم الاقتصادي الصعب يقتنون المستورد".

من جانبها رجحت وزارة الزراعة إنتاج 200 طن من العسل الموسم الحالي.

وقال المتحدث باسم الوزارة أدهم البسيوني: "يُقدر عدد خلايا النحل في قطاع غزة بنحو 25000 ألف خلية والإنتاج المتوقع 200طن، وهي كمية تغطي جزءًا من الاحتياج".

وأضاف البسيوني لصحيفة "فلسطين" أن وزارته تعطي الأولوية لتصريف المنتج المحلي، وفي المقابل تفتح المجال للمستورد لتغطية العجز، وتشدد رقابتها على جودة الإنتاج المحلي والمستورد.

ونبه البسيوني إلى أن تربية النحل في صعود، حيث كان عدد الخلايا في 2014 نحو 20 ألف خلية.

وأشار البسيوني إلى أن "القطفة الربيعية" هي الأساس، تليها قطفة ثانوية، تأتي بعد شهرين من الأولى بمعدل إنتاج 70-80 طنًا.

وينقسم نحـل غـزة إلى قسميـن: الأول أصفر يسمى حارثي وهو شرس الطباع، قليل الإنتاج للعسل، والثاني يميل إلى السمرة، وهو أهدأ نسبيًّا وأكثر إنتاجًا للعسل.

وتولي جمعية الإغاثة الزراعية اهتمامًا ضمن أنشطتها بقطاع النحل، حيث أوضحت مسؤولة المناصرة والإعلام نهى الشريف أنّ الإغاثة أخذت على عاتقها مساعدة المربين من أجل توحيد جهودهم في إطار جسم ناظم إلى جانب تقديم ما تستطيع لإنعاش هذا القطاع الهام والحيوي.

وأكدت الشريف في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن تربية النحل أحد أهم ركائز القطاع الزراعي والثروة الحيوانية بقطاع غزة، كونها مصدرًا لإنتاج العسل، ودخلًا لصغار مربي النحل.

وبينت الشريف أن مربي النحل يواجه جملة من التحديات تمثلت في تقلب الأسعار في الأسواق المحلية، وارتفاع أسعار مدخلات النحل، ما أثّر على عمله مربيًّا، إلى جانب ما تعرض له منحلته من أضرار المنخفضات الجوية خلال فصل الشتاء، إضافة إلى محدودية الأراضي المزروعة في القطاع، حيث أدت هذه العوامل مجتمعة لانخفاض إنتاج العسل، وانعكست سلبيًّا على دخل مربي النحل.

وأشارت إلى أن الإغاثة الزراعية عملت على تقديم الدعم المادي لمربي النحل من خلال مشاريعها والتي استهدفت الفئات الضعيفة والهشة من مربي النحل، وتقديم الدعم الفني المتخصص ومتابعة تطور المزرعة والخلايا وتوجيه الإرشادات لإدارة المزرعة بكفاءة ودقة عالية".

ودعمت الإغاثة مشروعين للقطاع الخاص والشركات، ومشاريع أخرى مدرة للدخل في مجال النحل، بالإضافة إلى تقديم مدخلات لعدد من مربي النحل.

وأشارت إلى أن الإغاثة الزراعية نظمت ملتقى للنحالين على مستوى قطاع غزة وذلك بهدف خلق حسم حاضن للنحالين يساعدهم على التحدث عن مشكلاتهم مع أهل الاختصاص والمسؤولين.