أكد أستاذ دراسات بيت المقدس عبد الله معروف، أن قرار دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة حصر الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك خلال العشر الأواخر من رمضان وليلتَي الجمعة والسبت، يخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين.
وأوضح معروف لصحيفة "فلسطين"، أن دائرة الأوقاف الإسلامية ومع ما يجري من أحداث تصعيدية في الأقصى، مطلوب منها التعامل مع التهديدات التي يتعرض لها الأقصى بالجدية اللازمة، والتي تقتضيها الحالة في الوقت الحساس والخطير الذي يمر به المسجد.
ورأى أن قرار دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، والذي تم نشر الوثيقة الخاص به حول الاعتكاف "يبدو أنه نابع من ضغوطات إسرائيلية".
اقرأ أيضًا: الراميني يدعو لحشد الجهود والتصدي لقرار منع الاعتكاف بالأقصى
وتداول نشطاء فلسطينيون قرارًا لدائرة الأوقاف الإسلامية يقضي بأن يكون الاعتكاف في المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان، وفي ليلتَي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
وبيّن معروف أن إخراج المعتكفين من داخل الأقصى خلال أيام رمضان، وبالتزامن مع ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي سيسهم في إفراغ المسجد من المصلين، ويجهز لاستقبال المقتحمين دون أي مقاومة لهم.
وقال: هناك معادلة واضحة أثبتتها الوقائع خلال السنوات الماضية في الأقصى وباحاته، وهي: "في حالة وجود فراغ إسلامي من المصلين والمعتكفين والمرابطين.. يملئ هذا الفراغ المستوطنون من خلال الاقتحامات التي لا تتوقف".
اقرأ أيضًا: لمصلحة من يمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى؟
وعد معروف أن إخراج المعتكفين من الأقصى والسماح للمستوطنين باقتحامه خلال الفترة الصباحية "تكريسًا للتقسيم الزماني للمسجد".
وأشار إلى أن القرار سيفتح المجال بشكل كامل لقطعان المستوطنين للعربدة في المسجد، والذهاب إلى خطوات أكثر قد يكون أخطرها إقدامهم تقديم ما تسمى "القرابين" خلال "عيد الفصح"، وذبحها في الأقصى، استجابة لدعوات جماعات "الهيكل" المزعوم.
وشدد على أن المطلوب من دائرة الأوقاف الإسلامية، التوقف عن التعامل مع الأوضاع في الأقصى "أنها ضمن الأوضاع الطبيعية"؛ كون المسجد محتلًا إسرائيليًّا.
ولفت إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية يجب عليها التعامل مع الحقيقة اليومية للمسجد الأقصى، وهو وجود الاحتلال، واتخاذ قرارات وفقًا للوضع الراهن بما يليق به من أدوات.
وحول الحديث عن وجود اتفاق خلال اجتماع العقبة الأمني لحصر الاعتكاف داخل المسجد الأقصى بالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ووجود تفاهمات مع سلطات الاحتلال من خلال قرارات رسمية عربية، عد معروف ذلك "أمرًا خطير وخطأ إستراتيجيًّا".
وأكد أن الدول العربية مطلوب منها عدم الثقة في دولة الاحتلال؛ كونها لا تلتزم بأي تفاهمات أو وعود كما فعل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في عام 2019، وسمح لجيش الاحتلال باقتحام الأقصى خلال عيد الأضحى المبارك والاعتداء على المصلين.