فلسطين أون لاين

تقرير عام على "كاسر الأمواج".. أهداف الاحتلال لم تتحقق والمقاومة تتصاعد

...
عام على "كاسر الأمواج".. أهداف الاحتلال لم تتحقق والمقاومة تتصاعد
رام الله- غزة/ نور الدين صالح:

مرّ عام على عملية "كاسر الأمواج" العدوانية التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، ولا تزال المقاومة هناك تتصاعد يوماً بعد آخر، وتأخذ أشكالاً متعددة ما بين العمليات البطولية الفردية وتشكيل مجموعات المقاومة التي تجابه الاحتلال عند كل اجتياح.

وفي 31 مارس/ آذار عام 2022 أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية عدوانية تحت اسم "كاسر الأمواج"، في عهد حكومة الاحتلال السابقة بقيادة نفتالي بينيت بذريعة مواجهة سلسلة العمليات البطولية التي نفذها فلسطينيون في مختلف مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وشكلت هزّيمة للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

وأدت عمليات المقاومة إلى مقتل 29 جنديًّا ومستوطنًا إسرائيليًّا خلال عام 2022، حسبما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، حيث يُعد هذا العدد الأعلى منذ عام 2005، الأمر الذي أربك حسابات الاحتلال، لكن مراقبون اعتبروا أن "كاسر الأمواج" فشلت بتحقيق أهدافها بالقضاء على المقاومة والعمليات الفدائية.

إرهاب المواطنين

وقال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل د. بلال الشوبكي: إن السياسة الإسرائيلية الحالية الأمنية والعسكرية في الضفة، ليست رد فعل على المقاومة الفلسطينية، بل إنها قائمة على القوّة المفرطة تجاه الفلسطينيين.

وأوضح الشوبكي لصحيفة "فلسطين" أن حكومات الاحتلال لديها إستراتيجية في التعامل مع الضفة قائمة على إرهاب المواطنين، وإبقائهم في أضيق بقعة جغرافية، في مقابل حماية المستوطنين والتمدد الاستيطاني.

وبيّن أن هذه الرؤية تتكرس في ظل حكومة المستوطنين الفاشية بقيادة بنيامين نتنياهو، إذ إن (إسرائيل) تسعى من خلال ممارساتها الأمنية والعسكرية إلى إبقاء تحكمها وسيطرتها في الضفة، منبّهاً على أنها حصرت المقاومة "في نطاق ضيّق".

وبحسب الشوبكي، فإن حكومة الاحتلال الحالية تتبنى سياسة متشددة تجاه الفلسطينيين ليس فقط في الاستيطان والاعتقال وإنما في القتل والتدمير والاغتيال.

وأضاف "يبدو أن حكومة الاحتلال تحاول افتعال إشكاليات في القدس والمسجد الأقصى من خلال بعض الممارسات بحق المصلين والمنع وغيره، بهدف تخفيف الوجود الفلسطيني هناك".

من ناحيته رأى الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات أن الاحتلال أطلق عملية "كاسر الأمواج" في حينها من أجل استعادة الفجوة بين الحكومة والمجتمع الإسرائيلي، بعد نجاح سلسلة من الضربات الموجعة في عُمق الأراضي المحتلة.

وأوضح جرادات لصحيفة "فلسطين"، أن العملية جاءت ضمن "الاستعراض النفسي، ومحاولة إثبات وجود الاحتلال على الأرض في الضفة بأنها خاضعة تحت سيطرته"، مشيراً إلى أنه على الرغم من اعتقال آلاف المواطنين خلال العملية، إلا أن المقاومة لم تتوقف، بل تصاعدت أكثر.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يعترف: "كاسر الأمواج" لم تكسر أمواج "العمليات" المتصاعدة بالضفة

وأضاف أنه "بعد مرور عام فإن الواقع الميداني يثبت فشل "كاسر الأمواج"، خاصة بعد سلسلة العمليات البطولية التي نفذها شبان فلسطينيون في الضفة الغربية والقدس، وتطور كتائب المقاومة في بعض المدن.

وتوّقع جرادات أن يصعّد الاحتلال إجراءاته وممارساته الوحشية في الوقت الراهن تزامناً مع شهر رمضان المبارك، والذي يتوافق مع "الأعياد اليهودية" من جهة، ومحاولة نتنياهو حماية نفسه من الدخول للسجن وتصدير أزماته الداخلية من جهة أخرى. 

غزة تُساند

ولم يكن قطاع غزة بعيداً عما يجري في الضفة المحتلة طيلة العام، وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، إذ إنه كان حاضراً ومسانداً ولم يجعل الاحتلال ينفرد في المقاومة بالضفة.

وقال العقاد لصحيفة "فلسطين": إن غزة ومقاومتها كان لها حضور فاعل وقوي في الأحداث الجارية بالضفة الغربية، وتتابع عن كثب ممارسات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين، مشيراً إلى أن هناك رابطًا بين جبهات المقاومة في الوطن.

وأكد أن محاولات الاحتلال لم تتوقف عن تحييد قطاع غزة عن المشهد، كونه يشكل جزءًا أساسيًّا وصمام المقاومة، لافتاً إلى خشية الاحتلال من تدخل مقاومة غزة في قلب المواجهة.

ورأى أن عملية "كاسر الأمواج" أقرب إلى الفشل إذ إنها لم تحقق الهدف المقصود منها، وهي إنهاء الحالة الثورية والمقاومة في الضفة الغربية، لافتاً إلى أن الوجود الفلسطيني مستهدف في الضفة وذلك عبر تنفيذ المشاريع الاستيطانية وعمليات القتل والإجرام.