فلسطين أون لاين

سنن مهجورة في صلاة الجمعة

...
سنن مهجورة في صلاة الجمعة

في شهر الطاعات الذي يلتمس فيه المسلمون صالح الأعمال ابتغاء مرضات الله، نضع بين يدي القارئ سنناً منسية ومستحبات ومتروكات في هذا الزمان، والسنن المهجورة ليست على منزلة واحدة، فما كان من السنن المؤكدة وما واظب عليه النبي ليس في قوة ما لم يواظب عليه، غير أن من الحكمة نشر هذه السنن التي لا يعلم عنها كثير من عوام الناس.

التحول عند النعاس في خطبة الجمعة أو عند انتظارها: 

عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلْيَتَحَولْ إِلَى غَيْرِهِ".

والمعنى: أي لينتقل ندبا من محل جلوسه ذلك إلى غيره؛ لأن بتحوله يحصل له من الحركة ما ينفي الفتور الموجب للنوم.

والسؤال هنا: أين يتحول وينتقل إذا لم يجد فراغًا؟، روى البيهقي: فإن لم يجد في الصفوف مكانًا يتحول إليه فليقم ثم يجلس. وقيل: يتحول إلى مكان صاحبه ويتحول صاحبه إلى مكانه.

القراءة في فجر الجمعة:

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ النبِيُّ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ السجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإْنْسَانِ".

قال ابن القيم رحمه الله: سمعت شيخَ الْإِسلام ابن تيمية يقول: "إنما كان النبيُّ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة، لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يَومِها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذِكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يومَ الجمعة، وكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكيرٌ للأمة بما كان فيه ويكون".

استقبال الخطيب أثناء الجمعة:

وعن أبان بن عبد الله البجلي قال: رأيت عدي بن ثابت يستقبل الْإمام بوجهه إذا قام يخطب، فقلت له: رأيتك تستقبل الْإمام بوجهك؟ قال: رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلونه".

وهذه السنة تعني أن المأموم إذا كان جالسًا أمام الإمام يواجهه، ومن كان يميناً ويساراً انحرف إلى الأمام.

ذكر الدجال على المنبر:

من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث عن فتنة المسيح الدجال على المنبر يوم الجمعة، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن من علامات الساعة وأشراطها، ترك الخطباء والأئمة الحديث عن فتنة المسيح الدجال، فقد جاء في الحديث عن الصعب بن جَثّامَة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر".