حذر رئيس مكتب شؤون القدس في حركة المقاومة الإسلامية حماس، هارون ناصر الدين، من أن دعوات الجماعات الإسرائيلية المتطرفة لـ"ذبح القرابين" في باحات المسجد الأقصى المبارك، "تعني إعلان حرب على مقدساتنا ومعتقداتنا وهويتنا الإسلامية والعربية".
وقال ناصر الدين، في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن تنفيذ الجماعات المتطرفة مخططاتها "تجاوز للخطوط الحمراء، وسيكون سببًا في تفجر الأوضاع وخروجها عن سيطرة الاحتلال".
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة لا تتوقف عن التحريض العلني والمباشر، والذي تمثل مؤخرًا بإعلان منظمات "الهيكل" المزعوم "جوائز" مالية كبيرة للمستوطنين الذين يحاولون إدخال "القرابين الحيوانية" للأقصى، وتخصيص مكافآت لتشجيع المستوطنين على فعل ذلك.
وشدد على أن ذلك يعكس نوايا التصعيد الواضحة من تلك الجماعات التي تعمل تحت رعاية حكومة المستوطنين الفاشية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني سيكون لهم بالمرصاد وسيفشل دعواتهم الباطلة.
تكامل أدوار
وعدّ ناصر الدين إرسال 15 حاخامًا متطرفًا كتابًا إلى رئيس حكومة المستوطنين بنيامين نتنياهو، والوزير المتطرف إيتمار بن غفير، يطالبون فيه بالسماح لهم بذبح "قربان" داخل الأقصى، تكاملًا للأدوار بين جماعات متطرفة تسعى إلى تدنيس المقدسات الإسلامية وطمسها، وبين حكومة توفر لهم كل الإمكانيات والأجواء المناسبة.
ولفت إلى أن جماعات "الهيكل" المزعوم فشلت في محاولاتها السابقة لتنفيذ ما يطمحون إليه خلال ما يسمى بـ"عيد الفصح" وستفشل هذه المرة، نتيجة رباط أهل القدس والضفة الغربية والداخل المحتل في باحات الأقصى.
وأشاد بتضحية الشهيد محمد العصيبي الذي هب لحماية فتاة تعرضت للاعتداء على يد أحد جنود الاحتلال، إضافة إلى هبة الشباب دفاعًا عن أخواتهن اللواتي يتعرضن لاعتداءات الاحتلال، مؤكدًا أن هذه الهبة ستكون أكبر دفاع عن الأقصى.
وحول متابعة المقاومة لتطورات الأوضاع في الأقصى، قال ناصر الدين: إن المقاومة لا تراقب الأوضاع فقط، بل تصنعها بإرادة الشعب الفلسطيني الذي يهتف للمقاومة وقادتها في المسجد الأقصى على مرأى ومسمع من الاحتلال، عادًا ذلك شجاعة وإرادة وعزيمة لن تسمح لحفنة من المستوطنين المتطرفين بالتعدي على الأقصى.
وأكد أن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس لم يغيبا يومًا عن معادلة الصراع مع الاحتلال، لكنه منذ معركة "سيف القدس" أصبح مرتكزا رئيسًا في حسابات وسياسات المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، التي تدير المعركة اليومية مع الاحتلال وفي مختلف الساحات باقتدار وحكمة كبيرتين.
اقرأ أيضاً: حمادة: شعبنا لن يقف صامتًا أمام تهديدات المستوطنين بذبح القرابين في الأقصى
وأشار إلى أن كل ما حدث من عمليات مقاومة في المدة الماضية، وما يجري في الضفة الغربية من حراك مقاوم مرتبط بشكل أساسي في الأقصى واعتداءات الاحتلال عليه، مؤكدًا أن المقاومة في غزة الدرع والسيف للشعب الفلسطيني الذي يثق بها، وبعقلية قيادتها وقدرتها على إدارة الصراع مع الاحتلال، وهي التي تقدر الرد المناسب على الاحتلال.
عشرات الآلاف
وعن أداء ربع مليون مصلٍّ لصلاة الجمعة في الأقصى أول من أمس، قال عضو المكتب السياسي لحماس: "ما شاهدنا في الجمعة الثانية من رمضان ليس مفاجئًا، ولو أتيحت الفرصة وأزيلت حواجز الاحتلال التي تعيق وصول المصلين من الضفة الغربية وقطاع غزة، لشارك مئات الآلاف في صلوات الجمعة وغيرها من الأيام".
وشدد ناصر الدين على ضرورة استثمار هذا الحشد المهيب ليكون حشدًا يوميًّا في الأقصى وليس أسبوعيًّا أو موسميًّا، فلا يخفى على شعبنا في كل أماكن وجوده المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى، وخاصة في ضوء حكومة التطرف الإسرائيلي.
ولفت إلى ضرورة أن يكون لهذه الحشود دورها في دفع الخطر والدفاع عن المسجد الأقصى، وأن تلتحم هذه الجماهير مع الشعب الفلسطيني في القدس ليشكلوا سدًّا منيعًا في مواجهة اقتحامات الاحتلال للمسجد المبارك.
وأكد أن الاقتحامات التي تخطط لها جماعات المستوطنين المتطرفة ستفشل بفضل جهود الشعب الفلسطيني، ولن يتمكن الاحتلال من تنفيذ ما يحلم به من إجراءات عدوانية.
وأضاف: أن "شعبنا متعطش للاشتباك مع الاحتلال، ويغلي غضبًا من سياسات العدو الظالمة التي تمس كل قطاعات الحياة، ولا سيما في القدس والأقصى، وهذا أقسى أنواع الظلم".
ودعا ناصر الدين، أبناء الأمتين العربية والإسلامية إلى توحيد صفوفهم، وأن يتجندوا للدفاع عن أولى القبلتين، مؤكدًا أن كل كلمة وصوت ونشاط مناهض الاحتلال يجد صداه القوي المعبر في مسمع الاحتلال، ما يدفعه لإعادة حساباته.
وأشار إلى أن الأمة متعلقة بالأقصى، وتزخر بالعطاء والتضحية وهي تدرك أن أي مساس بالمسجد الأقصى يعني المساس بمشاعر أكثر من مليار مسلم.
وشدد على أنه يجب أن تتحول تلك المشاعر إلى مشاريع وبرامج ومبادرات، إذ إن أهل القدس يتطلعون إلى مزيد من الشراكة معهم في تحرير المسجد الأسير، تحت شعار "شركاء في الصمود والتحرير".
وبشأن محاولة الاحتلال منع الاعتكاف في الأقصى، قال إنه لن ينتظر شعبنا أن يحدد الاحتلال أوقات الاعتكاف، وأن الشعب الفلسطيني هو من يحدد ما يناسبه، وأن أقل الواجب أن يفتح المسجد للناس في كل الأوقات للصلاة والاعتكاف وحلقات العلم.