اتهم مختصون في شؤون القدس دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، بالرضوخ لضغوط سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بقرارها حصر الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، في العشر الأواخر من رمضان وليلتَي الجمعة والسبت.
وأوضحوا أنّ قرار الأوقاف سيُسهّل اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى، خاصة في ما يسمى بـ"عيد الفصح" اليهودي، مشيرًا إلى أنّ حصر الاعتكاف بيومي الجمعة والسبت، جاء بسبب عدم وجود اقتحامات للمستوطنين فيهما.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية نشرت أول من أمس، قرارًا يقضي بأن يكون الاعتكاف في المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان، وفي ليلتَي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
اقرأ أيضًا: تظاهرة إلكترونية للمطالبة بفتح الاعتكاف في المسجد الأقصى
لكنّ "عربي21" نقلت عن مصادر مُطّلعة قولها إنه "اتُّفق في "قمة العقبة الأمنية" التي عقدت في الأردن مؤخرًا على منع الاعتكاف داخل المسجد الأقصى (من بداية شهر رمضان المبارك) بين الممثلين الأمنيين الأردنيين والإسرائيليين ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس".
تساوق مع الاحتلال
وأكد الباحث في شؤون القدس راسم عبيدات أنّ المسجد الأقصى هو مكان إسلامي خالص، وللمسلمين الصلاة والاعتكاف فيه طيلة أيام شهر رمضان، دون الخضوع لمطالب الاحتلال.
وقال عبيدات لصحيفة "فلسطين": إنّ قرار الأوقاف بحصر الاعتكاف بالعشر الأواخر من شهر رمضان ويومَي الجمعة والسبت، "يتساوق مع ما يريده الاحتلال ويعني استجابةً له".
وأضاف: أنّ "قرار الأوقاف يعني تحويل المسجد الأقصى لمكان يتحكم فيه الاحتلال بالكامل، ويفرض على المسلمين ما يريد".
وأوضح أنّ سلطات الاحتلال تريد فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى ووصول المسلمين له، عبر سلسلة قرارات اتخذها، وكان آخرها منع الاعتكاف في شهر رمضان.
وأشار عبيدات إلى أنّ قرار منع الاعتكاف جاء في ظل دعوات أطلقتها ما تسمى "جماعات الهيكل" إلى اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، في الأيام القادمة، وذبح القرابين.
من جهته أكد الناشط المقدسي محمد أبو الحمص على ضرورة فتح أبواب المسجد الأقصى باستمرار طيلة أيام شهر رمضان، لمواجهة اقتحامات المستوطنين التي لا تتوقف، ودعواتهم المستمرة لاقتحامه.
تقسيم زماني
وأوضح أبو الحمص لصحيفة "فسطين" أنّ حكومة الاحتلال المتطرفة تسعى لتسجيل إنجازات لها أمام المجتمع الإسرائيلي، لذلك يجب مواجهة خطط الاحتلال والمستوطنين تجاه المسجد الأقصى.
وبيّن أنّ المطلوب من أهالي القدس والداخل المحتل التواجد بأعداد أكبر في المسجد الأقصى والصلاة فيه طيلة أيام شهر رمضان، لحمايته من المستوطنين، ودعوات المستوطنين لذبح القرابين فيه.
من جانبه أكد الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص أنّ قرار الأوقاف بحصر الاعتكاف يُخالف الأصل الشرعي في المسجد الأقصى المبارك.
اقرأ أيضًا: نائب أردني يطالب حكومته بطرد سفير الاحتلال وفتح باب الاعتكاف في الأقصى
وقال ابحيص في منشور عبر "فيس بوك": إنّ "الأقصى شقيق المسجد الحرام بنص القرآن الصريح، وأحد ثلاثة مساجد لا تُشدُّ الرحال إلا إليها بنص الحديث الشريف، وأبوابها لم تكن تُغلق تاريخيًّا أمام المسلمين في أيّ ليلة".
وأوضح أنّ القرار بالطريقة المُعلنَة يحمل إقرارًا رسميًّا من إدارة الأوقاف بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى.
وبيّن أنّ قرار الأوقاف يضرب بعرض الحائط مناشدات وفتاوى وأسئلة نيابية للمطالبة بفتح باب الاعتكاف منذ اليوم الأول لرمضان.