فلسطين أون لاين

تقرير شهداء "عرين الأسود".. الحاضر الغائب بأجواء رمضان في نابلس

...
أحد قبور شهداء العرين - أرشيف
نابلس/ خاص "فلسطين":

"يا أم حمدي، نيالك، يا ريت أمي بدالك.. دمك حمدي ينادى حب الوطن عبادة"، عبارات رددها المسحراتي المتجول في شوارع البلدة القديمة لمدينة نابلس؛ تمجيداً للشهيد حمدي قيم أحد شهداء مجموعة "عرين الأسود"، الذي ارتقى في أكتوبر العام الماضي.

وداوم المسحراتي ثائر الرطروط على أهازيجه الوطنية، وأخرى بالصلاة على الرسول (عليه الصلاة والسلام) في أثناء تجوله في أزقة البلدة القديمة، حتى توقف أمام منزل أم الشهيد قيم التي تفتقد نجلها على موائد السحور والإفطار.

وقال لصحيفة "فلسطين": إن استحضار مناقب الشهداء والتضامن مع عائلاتهم واجب اجتماعي ووطني على كل فلسطيني.

ورأي الرطروط أنه "أقل شيء يمكن أن نفعله للشهداء، أن نبقي ذكرهم وأثرهم يتردد على مسامع الناس، وأن نوصل رسائل التضامن مع ذويهم".

 

وككل عام يزين الحاج الخمسيني فريد الصفدي مدخل محله التجاري في سوق النصر داخل البلدة القديمة بزينة رمضان المعتادة، إلا أنه أضاف إليها هذا العام صور شهداء "عرين الأسود". 

وقال الصفدي: إن شهداء "عرين الأسود" حاضرون في جميع تفاصيل حياتنا، الأمر الذي أرغمنا على الاحتفال بهم عبر إضفاء الصبغة الوطنية على زينة رمضان، وتعليق صورهم التي تمجد بطولاتهم وتستذكر تضحياتهم. 

ومثلما فعل التاجر الصفدي، انبرت الكثير من المحلات التجارية في المدينة على اقتناء فوانيس رمضان، التي هي الأخرى صممت خصيصًا لتحمل صور شهداء العرين.

وأوضح الشاب محمد دردوك صاحب أحد المكتبات في البلدة القديمة، أن المئات من المواطنين اقتنوا في رمضان "فوانيس رمضانية صممت بصور أبطال العرين وشهداء البلدة القديمة"، عادًّا ذلك رسالة حب وتضامن مع عائلاتهم. 

مشاهد أخرى

وأمام محله التجاري، اعتاد المواطن سليم الحوح على وضع مكبرات الصوت التي بالعادة تردد الابتهالات الدينية والأناشيد الرمضانية، إلا أنه استبدلها في هذا العام بالأناشيد والأهازيج الوطنية التي خصصت لـ"عرين الأسود" وأبطال المقاومة.

وقال الحوح لصحيفة "فلسطين": إن ظاهرة "عرين الأسود" تفرض نفسها على الحالة العامة في الضفة المحتلة، وإن شهداء العرين هم الغائب الحاضر بين أبناء شعبهم ومدينتهم. 

اقرأ أيضاً: مقاومو "عرين الأسود" يجوبون شوارع نابلس ويهنئون المواطنين بشهر رمضان

وفي مشهد احتفالي آخر، حملت "روزنامات رمضان" هذا العام صور شهداء العرين عوضًا عن تصميمها الاعتيادي، مضاف إليها أقوال الشهداء وبطولاتهم.

وأفاد أبو أحمد النابلسي صاحب أحد المطابع في المدينة بأن العشرات من الشبان، وأصحاب المحلات التجارية قاموا بطباعة المئات من "روزنامات رمضان"، والتي وزعت عن أرواح شهداء العرين في مشهد يدلل على حب الأهل لهم، وتعلقهم ببطولاتهم. 

وذكر النابلسي أن هذا العام حملت أغلب أعماله الرمضانية صبغة وطنية، وتناولت الشهداء والأسرى على عكس الأعوام الماضية، التي كانت تركز على دعايات تجارية للمحلات والمنشئات التجارية.

وبرزت مجموعة "عرين الأسود" في مدينة نابلس صيف 2022 وتحولت سريعاً إلى ظاهرة تستحوذ على اهتمام غالبية الشبان الفلسطينيين.

ومنذ ظهورها ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات عسكرية، واغتيالات؛ في محاولات مكثفة للقضاء عليها، وهو ما أدى إلى استشهاد العديد من عناصرها واعتقال آخرين.

وتعتقل أجهزة السلطة العديد من عناصر المجموعة المقاومة؛ في محاولة للقضاء عليها أيضًا ومنع تمدد المقاومة المسلحة شمال الضفة الغربية.