أكد نائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع، أمين عرار أن محاولات دمج الاحتلال الإسرائيلي بالمنطقة العربية لم تنجح على المستوى الشعبي، بالرغم من محاولات بعض الأنظمة الرسمية المستمرة بإيجاد مكان لـ"إسرائيل" بالوطن العربي.
وقال عرار في حديثه لـ"فلسطين": "التطبيع وقبول دولة الاحتلال، بعيد جدًا عن الشعوب العربية المؤمنة بعدم جدوى المفاوضات مع الاحتلال وإقامة أي علاقات معه، بل تتطلع إلى تحرير فلسطين من البحر للنهر لتكون دولة مستقلة".
وبيَّن عرار أن أبرز الأدوات المستخدمة لدمج دولة الاحتلال الإسرائيلي بالمنطقة العربية تكون بالإغراءات الاقتصادية، خاصة في مجالات الطاقة واتفاقيات الغاز، التي أبرمت مع أنظمة عربية.
وأوضح عرار أن الهدف من دمج الاحتلال بالمنطقة، هو تحقيق فوائد اقتصادية ضخمة تعود على اقتصاده، كمشروع القطار الذي ينطلق من حيفا ويصل إلى السعودية والإمارات، الذي يعد غير مجدٍ اقتصاديًا لدول العربية، بل يضرب اقتصاد عواصم عربية كميناء بيروت، وطرطوس، ويجعل التصدير لدول المنطقة من ميناء حيفا.
وأضاف: "الاتفاقيات التي يعقدها الاحتلال مع الأنظمة العربية لا يوجد أي مصلحة للعرب منها، بل هو المستفيد منها، كاتفاقية وادي عربة التي وقعت مع الأردن، حيث لم ينفذ الاحتلال إلا البنود التي تأتي مع مصلحته".
وأشار عرار إلى أن المستفيد من الاتفاقيات الأخيرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ودول خليجية، هي "إسرائيل"، بمحاولات تعزيز دورها في المنطقة، إضافة إلى تحقيق مكاسب اقتصادية.
اقرأ أيضاً: صحيفة عبرية تكشف أسماء دول تتفاوض (إسرائيل) معها لضمِّها لاتفاقات التطبيع
وذكر أن اتفاقية المياه مقابل الكهرباء التي وقعت بين دولة الاحتلال والأردن، يستفيد منها الاحتلال بتخفيف الانبعاثات الحرارية، ولكن الأردن لا يوجد أي عائد له من الاتفاقية.
ولفت عرار إلى أن الدول العربية مطلوب منها لتحقيق مكاسب اقتصادية، وإيجاد بديل عن التطبيع، القيام بتكامل اقتصادي، وعمل مشاريع مشتركة بين الدول العربية التي تمتلك المال، والتي تمتلك الخبرات والكفاءات من أجل النهوض بالوطن العربي.
رفض للزيارة
وأوضح أن الكثير من الشعوب العربية يرفضون زيارة فلسطين المحتلة لتجنب وجود ختم إسرائيلي على جوازات سفرهم، والاعتراف بدولة الاحتلال من هذا الإجراء، وهو ما يعد أحد أشكال الرفض الشعبي للاحتلال الإسرائيلي والتعامل معه.
وشدد على أن رجال الدين سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين، مطلوب منهم موقف واضح لرفض الزيارة الدينية للأراضي المحتلة لتجنب التطبيع الشعبي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وبين عرار أن التطبيع مع دولة الاحتلال يمثل حالة من الخطر الكبيرة على الأمن العربي خاصة بدخول إسرائيليين إلى الدول العربية بسهولة والوصول إلى مختلف المناطق والأماكن والمؤسسات العربية.
وحذر من استقطاب دولة الاحتلال من خلال إقامته علاقات مع أنظمة عربية، وتوريط المواطنين العرب، في التعامل مع المؤسسات الأمنية لدولة الاحتلال، وإسقاطهم بالطرق المستخدمة من الاحتلال.
إستراتيجية عربية
وأشار عرار إلى أن هناك قصورًا إعلاميًا في مساءلة مقاومة التطبيع، داعية إلى التشبيك والشراكة بين لجان مقاومة التطبيع على المستويين العربي والعالمي، لإطلاق إستراتيجية لتجريم إقامة علاقات مع دولة الاحتلال.
وطالب نائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع، بإنجاز خطة تنسيقية واضحة لمقاومة التطبيع خاصة في الدول التي وقعت اتفاقيات مع دولة الاحتلال، خاصة بالمرحلة الحالية.
ولفت إلى أن تجريم بعض البرلمانات العربية للتطبيع يساعد مؤسسات مقاطعة الاحتلال في توعية المواطنين العرب من خطورة التطبيع.