فلسطين أون لاين

من قال إنه لا يمكن إيقاف التطبيع؟

عودة قطعان المستوطنين إلى عدد من المستوطنات التي سبق الاتفاق بشأن الانسحاب منها منذ 2005 له مفهوم واحد في القانون الدولي وهو اقرار بعودة الاحتلال العسكري الاسرائيلي الى تلك المناطق التي سبق الاتفاق بالانسحاب منها… وغير ذلك من العبارات محاولات تتنزل في إطار شرعنة الاستيطان والهروب من الامر الواقع ومحاولة فاشلة لتجميل ما لا يقبل الجميل …من هذا المنطلق فان ما يحدث في حق الشعب الفلسطيني تحت أنظار العالم من اقتحامات للمدن والمخيمات ومن شرعنة الاستيطان وتهويد المقدسات وإنكار الوجود الفلسطيني ومن استدامة في استهداف للمدنيين ومن خنق لكل فرص الحياة بلغت حتى منع رفع العلم الفلسطيني ليست سوى جرائم حرب متعمدة هدفها القتل البطيء والتصفية العرقية، ولاشك أن فيما سبق من جرائم وانتهاكات و غيرها ايضا ما يفترض اليوم تفعيل الخيار المتبقي لإيقاف هذا الإجرام و تحفيز الدول العربية والإفريقية المطبعة على تعليق بل إلغاء التطبيع كخطوة لا يمكن إلا أن تحرج سلطة الاحتلال وتكشف للرأي العام الدولة فظاعة ما تقترفه حكومة نتنياهو التي نجحت و الحق يقال في توحيد المواقف الرافضة لسياساتها و خطابها الفاشي العنصري.

لا نريد الانسياق وراء الأوهام ولا المبالغة في التفاؤل ولكن قناعتنا اليوم أن كل الاسباب والمبررات متوفرة لإيقاف قطار التطبيع المجاني الذي لم يتم استثماره كما ينبغي للضغط على الاحتلال أو تذكيره بأن هناك اسلحة يمكن تفعيلها وهي أسلحة يمكن أن تؤتي ثمارها في حال تم اللجوء إليها لتذكير سلطات الاحتلال أن التطبيع ليس قدرا محتوما وأن الدول العربية التي انساقت لأي سبب كان وراء هذا الخيار يمكنها التخلي عنه والتنصل من تداعياته  الخطيرة التي ستلاحقهم في ظل الهجمة الشرسة للاحتلال من طرف حكومة نتنياهو العنصرية التي وحدت بغبائها المفرط وعنصريتها التي تجاوزت كل الحدود واستخفافها بكل القوانين والأعراف الدولية بخطواتها وممارساتها الفاشية العالم ودفعت المجتمع الدولي والعواصم الدولية المؤثرة تخرج عن صمتها و تندد بقرار الكنيست المصادقة على عودة المستوطنين الى أربع مستوطنات في الضفة الغربية سبق الاتفاق بشأن انسحاب المستوطنين منها قبل ثمانية عشرة عاما برعاية دولية الرد الكفيل بردع الاحتلال وإيقاف مسلسل الجرائم اليومية في حق الشعب الفلسطيني يجب أن تبدأ من تعليق التطبيع .

نعم إيقاف التطبيع وحده يمكن ان يردع الاحتلال ويعيد الصواب المفقود لحكومة نتنياهو المسعورة ..وسيكون من الخطأ الاستهانة بهذا السلاح أو التقليل من فاعليته وهو بالتأكيد احد الاسلحة التي تخشاها (اسرائيل) حتى وإن حرصت على إخفاء ذلك، سبق لتركيا أن اعتمدت هذا السلاح بعد العدوان على سفينة مرمرة في غزة المنكوبة و التي كانت موجعة (لإسرائيل) حتى وإن لم تجاهر بذلك و لكنها فعلت كل الوساطات واعتمدت كل الضغوطات والاغراءات لاعادة العلاقات مع أنقرة.. هناك اليوم واقع خطير يحتم تفعيل ما بقي من بدائل لردع الاحتلال  أو على الأقل التلويح والمبادرة بهكذا خطوة وعدا ذلك سيسجل التاريخ علينا جميعا أننا تحولنا في زمن العربدة الإسرائيلية إلى شيطان أخرس و متواطئ في الجريمة.

المصدر / رأي اليوم