هناك شيء ما في الرائحة المتصاعدة في أثناء الخَبز يمنحنا شعورًا بالراحة، ويُعزّز حالتنا النفسية، ويجعلنا في مزاج أفضل، فالخَبز هواية منزلية رائعة، نمارس عبرها نشاطًا إبداعيًّا هادفًا، يوفر لنا طعامًا لذيذًا، ويتطلب جهدًا بدنيًّا، ويساعد في تعزيز حالتنا النفسية ويجعلنا أكثر قوة، وفقًا للخبراء.
إذ أشارت الكاتبة ناتاليا نينغثوجام في تقرير نشره موقع "هيلث شوتس" الهندي، إلى أنّ من شأن الأشياء البسيطة مثل تقطيع الخضار إلى قطع صغيرة، وغلي الماء، وتجميع مكونات مختلفة معًا لإعداد طبق ما أن تؤثر إيجابيًّا على صحتك العقلية.
وتلفت إلى أنه يمكنك اختيار طريقة الطبخ المناسبة لك، سواء كان ذلك عبر القلي أو التبخير. وذكرت الكاتبة أبرز فوائد الطهي على الصحة العقلية:
الطهي مفيدٌ للعلاقات الاجتماعية:
يمكن للطبخ أن يقضي على شعور الأشخاص بالوحدة التي تُعدُّ من أكبر المخاطر التي تهدد الصحة الجسدية والعقلية؛ فمن جهة يمنح تناول الطعام مع العائلة والأصدقاء شعورًا بالأمان والرفقة لأنه يجمع الناس معًا، ومن جهة أخرى يمكنه أن يساعد في تحسين العلاقات الاجتماعية.
كما أنّ قلة الوقت الذي يقضيه الزوجان معًا تُعدُّ من المشاكل في العصر الحديث فهما بالكاد يستطيعان رؤية بعضهما.
لهذا السبب فإنّ طهي الزوجين في الساعات المتبقية من اليوم للطعام معًا، بدلًا من الجلوس ومشاهدة التلفاز وطلب البيتزا، قد يكون مريحًا من وقت لآخر، كما أنّ لحظات الطبخ مع شريكك تمنحكما مساحات لتجاذب أطراف الحديث.
يمنحك الطهي شعورًا بالإنجاز:
عادةً ما يوصي المتخصصون في مجال الصحة العقلية بتحديد أهداف يمكن التحكم فيها بمكافآت مرغوبة، وهو ما يجعل إعداد وجبة ما هدفًا رائعًا على المدى القصير، بغضّ النظر عما إذا كنت تعاني من مشاكل في الصحة العقلية أم لا.
فمراقبة التغيير الذي يطرأ على مكونات الطعام التي وضعتها لتصبح طعامًا مغذيًّا ولذيذًا يُعد أمرًا مرضيًّا يؤدي إلى الشعور بالإنجاز الذي يُمثل عاملًا رئيسيًّا في بناء ثقة الشخص.
تقليل التوتر:
في حين ينظر بعض الناس إلى الطبخ على أنه عبء، يعتبره آخرون هواية سعيدة، وقد يكون التركيز الذي يتطلّبه الفعل الجسدي للطهي، مثل التقطيع وتحريك المكونات، مفيدًا إذا ما كنت تعاني من الإجهاد؛ إذ سيساعدك هذا الأمر على التركيز بالكامل على العمل الذي تؤديه، فهو يقوم بتصفية الذهن وتحويله بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.
تعزيز ملكة الإبداع:
هناك العديد من ثقافات الطهي التي يمكننا البحث عنها وتكييفها مع أذواقنا، كما أنّ صنع مفاجآت للطرف الآخر ممّا يُقدّره الزوجان عند الطبخ سويًا ويستمتعان به، وسيكتشفان أنهما يستطيعان أيضًا توزيع مهام البيت والتزاماته على نحو أفضل بينهما.
علاقة صحية مع الطعام:
من شأن الطبخ في المنزل أن يؤثر إيجابيًّا على علاقتك بالطعام؛ إذ لن يؤدي تولّي المسؤولية وتعليم نفسك كيفية الطهي إلى تعزيز ثقتك بنفسك فحسب، بل سيخفف أيضًا من القلق الذي تشعر به عندما لا تكون متأكدًا مما يجب عليك إعداده لتناول العشاء مثلًا.