تنشط محلات وعربات بيع العصائر الطبيعية في مناطق وأحياء متفرقة من قطاع غزة في شهر رمضان، إذ يُقبل المواطنون بشدة على شراء أنواعٍ مختلفة من العصائر، خاصة مشروبي الخروب وقصب السكر.
ويعمل محمد الكردي الذي يدير محلًّا في حي الرمال غرب مدينة غزة، لبيع العصائر الطبيعية والكوكتيل، باهتمام كبير لإرضاء الزبائن الوافدين إلى محله، فيبدأ بالتجهيز في ساعات الصباح ويمتد عمله حتى موعد الإفطار.
ويقدم الكردي 14 نوعًا من العصائر الطبيعية والكوكتيل، لكنه يُركّز اهتمامه الأكبر في رمضان على أنواع محددة تنتشر شعبيًّا منها: الخروب، وقصب السكر، والكركديه، وعرق السوس، وجوز الهند.
ويقول لصحيفة "فلسطين": إنّ إقبال المواطنين على العصائر الطبيعية قوي بالرغم من ارتفاع ثمنها بالنسبة للبعض، وزاد الطلب عليها في العامين الماضيين بعد انتشار جائحة "كورونا"، مبينًا أنّ سعر لتر قصب السكر يتراوح بين 8 إلى 10 شواقل، بينما يُباع لتر الخروب بخمسة شواقل.
ويلفت الكردي إلى أنّ ما يهم الزبائن ليس العصائر بحد ذاتها، بقدر اهتمامهم وعنايتهم بنظافة المكان الذي تُصنع فيه، "ولذلك أحرص على إعدادها أمامهم".
وطيلة أيام العام يعمل 4 عمال برفقة الكردي، لكن في الشهر الفضيل وبسبب الطلب الزائد على المشروبات الرمضانية يزداد عددهم إلى 6 عاملين.
ويحتفظ الكردي بثلاجتين داخل المحل إحداهما مُجمِّد "فريزر" لتخزين الفاكهة الموسمية واستخدامها في غير موسمها مثل الرمان، والفراولة، والمانجا والعديد من الأصناف الأخرى.
وفي شارع الجلاء يعرض يزيد الهبيل داخل محله في شارع الجلاء بمدينة غزة، لوحة دُوّن عليها الفوائد الصحية للعصائر الطبيعية.
ويصنع الهبيل في محله 15 نوعًا من العصائر طيلة أيام العام، مشيرًا إلى أنّ الطلب في رمضان يرتفع على مشروب الخروب.
ويعمل برفقة الهبيل 5 من أشقائه الذين يعتمدون على تحضير العصائر كمصدر دخل أساسي يُلبّي احتياجات أسرهم.
ويلجأ الأشقاء إلى التجهيز مبكرًا لشهر رمضان عبر شراء عشرات الكيلو غرامات من الخروب، ومئات أخرى من القصب.
وتملك العائلة أرضًا شمال قطاع غزة يزرعون فيها قصب السكر، يورّدون منها للمعصرة ما تحتاجه من كميات لإعداد عصير القصب وتلبية رغبات الزبائن، وعند الحاجة لكميات إضافية يلجأ إلى توريد عيدان القصب المستوردة من جمهورية مصر العربية، بحسب الهبيل.
موسم رزق
وحتى وقت قريب كان الحصول على معصرة لقصب السكر أمرًا صعبًا؛ بسبب تكلفة تصنيعها المرتفعة، أمّا اليوم ومع رواج الصناعات الميكانيكية الصغيرة بات بالإمكان تجهيز معاصر صغيرة تُلبّي احتياج صغار الباعة، مثل الشاب نضال شعبان.
وعلى أحد أرصفة شارع النصر غرب مدينة غزة يضع شعبان ماكينة صغيرة لإعداد عصير القصب يجرها على عربة متحركة.
والماكينة التي يستخدمها شعبان كلّفته صناعتها نحو ألف دولار ويقول: إنها تشبه المستوردة من الخارج، ولكنها صغيرة الحجم وتؤدي الغرض وتحقق له دخلًا جيّدًا.
ويبيع الشاب اللتر الواحد من عصير القصب بخمسة شواقل، مشيرًا إلى اعتماده على أعواد القصب المزروعة في غزة، وليس المستورد بسبب ارتفاع ثمنه.
ومثل هذه العربة تنتشر العشرات منها في شوارع قطاع غزة لبيع عصير الخروب الذي يُجهّزه البائعون في منازلهم بمساعدة زوجاتهم.
أما عن طريقة الإعداد يقول البائع المتجول محمد بكر وهو أبٌ لأربعة أطفال: إنه يضع الخروب وكمية من الماء في وعاءٍ وينقعه لمدة 12 ساعة حتى يتحول لون الماء إلى البني، وبعد ذلك يغلي المحلول لمدة ساعة على نار هادئة، ومن ثم يضيف السكر وفقًا للكمية ويتركه يغلي 15 دقيقة إضافية.
وبعد ذلك يُترك الخليط حتى يبرد تمامًا،ثم يُصفّى جيدًا، ويوضع في صندوق زجاجي يضعه على عربة يجوب بها شوارع غزة.