تنتاب الحيرة زوجة المعتقل السياسي أيمن أبو عرام في الرد على أسئلة أطفالها اليومية: "أين بابا؟" الذي غيبته سجون السلطة عن عائلته.
ويخيّم الحزن على منزل العائلة في بلدة بيرزيت شمال رام الله مع إعلان دخول شهر رمضان المبارك، ومحاولة ملثمين من أجهزة السلطة اختطاف "أيمن" في أثناء ذهابه لأداء صلاة التراويح.
وتتساءل زوجة المعتقل "أم قسام" في حديثها مع صحيفة "فلسطين"، عن طريقة لشرح حالة زوجها ومكان تواجده أمام أطفالها الذين يتساءلون أيضًا: "هل السلطة فلسطينية أم يهودية؟ ولماذا تعتقل والدنا؟".
وقالت: السلطة اعتقلت زوجي ليلة رمضان لتترك العائلة وسط حسرة وحزن مع دخول الشهر الفضيل.
ووصفت أجهزة السلطة بأنها "مجردة من أدنى درجات الإنسانية والوطنية وحتى الدينية".
ويقبع الأسير المحرر من سجون الاحتلال منذ الليلة الأولى من شهر رمضان في سجن أريحا "سيء السمعة"، وذلك بعد اختطافه من عناصر جهاز المخابرات العامة، وتمديد المحكمة اعتقاله لمدة 7 أيام.
وأفادت "أم قسام" بأن زوجها كان برفقة طفلهما "قسام" في طريقهما إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، لكنهم تفاجأوا بهجوم من مجموعة مثلمين تابعين لجهاز المخابرات العامة.
وأشارت إلى أن قسام "8 أعوام" أصيب بحالة نفسية شديدة بعدما شاهد الملثمين المسلحين وهم يحاولون اختطاف والده.
وعبرت عن حزنها لما آلت إليه حالة العائلة، وانتهاك السلطة لحرمة شهر رمضان باعتقاله زوجها، وحرمان أطفاله من قضاء رمضان بجانب والدهم.
ونبهت "أم قسام" إلى أن جهاز المخابرات العامة سبق وأن اعتقل زوجها أكثر من مرة كان آخرها منذ 8 شهور، وفي حينها تسببوا بدخولها المستشفى.
وأكدت أن السلطة حرمت العائلة من زيارة "أيمن" الذي أعلن الإضراب المفتوح عن الطعام في مقطع فيديو قبل اعتقاله.
اقرأ أيضاً: تقرير بـ 1200 حالة.. عام 2022 يسجل أعلى نسبة اعتقال سياسي بالضفة
وبحسب كاميرات المراقبة فقد اختطف أكثر من 20 عنصرًا من جهاز المخابرات "أيمن"، وصادروا هاتفه وفتشوا منزله بطريقة وحشية وهمجيةٍ أمام مرأى زوجته الحامل في الشهر الثامن.
تهمٌ سياسيّة
وبحسب الصحفي أمير شقيق المعتقل السياسي، فإن العائلة تعيش أجواء من الحزن بعد حادثة اقتحام أجهزة السلطة منزل العائلة واختطاف "أيمن" لأسباب غير معلومة.
وذكر "أمير" لصحيفة "فلسطين" أن والده نجح في تخليص "أيمن" من الملثمين والعودة به إلى المنزل، ووقتها خرج في مقطع فيديو أعلن فيه الإضراب المفتوح عن الطعام.
وأشار إلى أن محاولات والده بمنع اعتقال شقيقه لم تنجح، إذ وقعت بعض المشاحنات مع قوة الاعتقال ما أدى لإصابة الوالد بحالة إعياء ونقله إلى المستشفى قبل اعتقال "أيمن".
وذكر أن شقيقه "أيمن" تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال 4 أعوام عبر مراحل متفاوتة، عدا عن تعرضه للاعتقال السياسي أكثر من 10 مرات في سجون السلطة.
وقال: إن اعتقال السلطة لشقيقه أثقل من هموم العائلة التي تتجهز للزيارات الاجتماعية والولائم العائلية.
وعبَّر أبو عرام عن أسفه لمنع السلطة أطفال شقيقه من رؤيته وقتل الفرحة التي كانت تختلجهم في انتظار احتضان والدهم، مطالبًا باسم العائلة بالإفراج عن شقيقه المعتقل على خلفية سياسية.
وبحسب لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة، ارتكبت السلطة وأجهزتها (247) انتهاكًا سياسيًّا في شباط/ فبراير، تنوّعت بين اعتقال واستدعاء ومداهمة وقمع واعتداء على الحقوق والحريات.