فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

هل يفتعل نتنياهو معركة خارجية للخروج من أزمته؟!

بينما تتفاقم أزمة الحكومة الصهيونية الداخلية بسبب تعاظم احتجاجات المعارضة على تشريعات إضعاف القضاء، وذلك عبر انضمام فئات جديدة للمعارضة كالجنود النظاميين، والأطباء، فضلًا عن تصريح وزير الأمن غالانت وهو من الليكود إذ طالب الحكومة بوقف التشريعات وإجراء مفاوضات مع المعارضة، لأن الحالة الأمنية على حافة الخطر.

بينما تتفاقم هذه الأزمة تتحدث صحف عبرية ومقالات رأي وازنة، بأن نتنياهو قد يتجه لحرب خارجية تجمع الحكومة والمعارضة معًا في مواجهة المعركة الخارجية، وهو احتمال يجدر قراءته فلسطينيًّا قراءة جيدة، ولا سيما وأن الأعياد اليهودية تتزامن هذه السنة مع أيام شهر رمضان المبارك، وثمة تهديدات قوية من المجموعات المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى وتأدية شعائر تلمودية في باحاته في هذا الشهر.

المصلون والمعتكفون في المسجد الأقصى كثيرون، وهم يتعرضون لمعاملات سيئة من الجيش عند دخولهم للمسجد، وأمس في ليلة الأحد، اقتحمت قوات من الشرطة المسجد وطردت المعتكفين منه بقوة السلاح والاعتقال، وفي الوقت نفسه هدد "بن غفير" باقتحام المسجد في السادس من شهر رمضان الجاري، وعليه ستكون ثمة مواجهات واسعة بين المتطرفين المقتحمين للمسجد، وبين المصلين والمرابطين فيه، وقد تتطور هذه الأحداث بسرعة لتضرب مناطق خارج القدس.

مفتي القدس استنكر عدوان ليلة الأحد على المصلين والمعتكفين، واعتبره عدوانًا على حرية الاعتقاد والدين، وطالب الأطراف العربية بالتدخل، وحماس استنكرت العدوان على المعتكفين وطردهم، وكانت قد أعلنت أن الأقصى خط أحمر لا يمكن السكوت عنه البتة.

ساحة الأقصى تشتعل يوميًّا بوتيرة متدرجة، وحكومة الاحتلال لا تملك إرادة إيقاف "بن غفير" والمتطرفين، بل ترى بعض الأقلام العبرية أن نتنياهو قد يلجأ لتوتير ساحة الأقصى، بغرض استدعاء معركة مع غزة تنتشل حكومته من الأزمة الداخلية ومن الانتقادات الأميركية والدولية.

ما أود قوله إن التحذيرات العبرية التي تشير لحلول خارجية للأزمة هي تحذيرات قائمة على معايشة لوقائع الأزمة الداخلية، وقائمة على تحليلات جيدة لشخصية نتنياهو ومن حوله من المتطرفين في حكومته التي لم تستقرّ يومًا منذ توليها المسئولية.