فلسطين أون لاين

الاحتلال ماضٍ بتنفيذ مخططاته التهويدية

الهدمي: ممارسات المستوطنين في الأقصى تُنذر باشتعال الأوضاع

...
ناصر الهدمي
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

حذّر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، من أنّ ممارسات المستوطنين التي تدعمها حكومة المستوطنين المتطرفة في المسجد الأقصى المبارك، تُنذر باشتعال الأوضاع في مدينة القدس وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين" إنّ سلطات الاحتلال ماضية في مخططها التهويدي في المسجد الأقصى، إذ إنّ سياساتها لم تتغير في شهر رمضان وطيلة العام، مشيرًا إلى أنّ كل حكومات الاحتلال تنتهج إستراتيجية واحدة تجاه الأقصى والمقدسات الإسلامية.

ولفت إلى أنّ ما يميز حكومة الاحتلال الفاشية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو أنها الأكثر تطرفًا في تاريخ الاحتلال والأكثر جرأة في تنفيذ جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وعدّ أنّ ما يجري في الأقصى "تعبير عن صراع دائم مستمر يتصاعد يومًا بعد آخر في ظل استمرار الاحتلال في تنفيذ مخططاته، مستدركًا: "لكنّ الشعب الفلسطيني واعٍ لهذا الأمر ويقف له بالمرصاد".

وأضاف أنّ "رمضان بالنسبة للمقدسيين وكلّ فلسطين شهر العبادات والطاعات وتكثيف الوجود في الأقصى، وهم يثبتون أنه غالٍ عليهم ولم يُفرّطوا به ولم يتركوه للمقتحمين".

وبيّن أنّ الجماعات الاستيطانية ترى في الحكومة الإسرائيلية الحالية الأكثر تطرفًا فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاتها وتغيير الواقع في المسجد الأقصى، ما يجعلهم يستغلون كل الفرص والمناسبات والأعياد اليهودية.

وحذّر الهدمي من محاولات الاحتلال إدخال القرابين إلى الأقصى تزامنًا مع ما يسمى "عيد الفصح"، مشددًا على أنّ "ما يجري على أرض الواقع تُحدّده صحوة الفلسطينيين على الرباط والوجود في الأقصى ومنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته".

وعدّ أنّ جزءًا مهمًّا من الصراع المحتدم في القدس يتعلق بالحفاظ على الهوية المقدسية في شرقي القدس، الأمر الذي يجعل الاحتلال يمارس كل أشكال طمس الهوية.

وكانت جماعة "عائدون إلى جبل الهيكل" المتطرفة نشرت إعلانات باللغة العربية للبحث عن أماكن في البلدة القديمة لإخفاء "القرابين"، تمهيدًا لذبحها في المسجد الأقصى فيما يسمى عيد "الفصح العبري" وذلك ضمن السير في طريق الحرب الدينية وتهويد الأقصى.

وأضاف الهدمي أنّ هذه الممارسات هي جزء من طبيعة الصراع في القدس، إذ إنّ جماعات الهيكل وسلطات الاحتلال تسعى لفرض واقع جديد في الأقصى.

ولفت إلى أنّ "المقدسيين والفلسطينيين كافة مطالبون بأن يكونوا أكثر حذرًا وثقة بنصرهم وحقهم وألا يفتحوا أيّ مجال لنقطة ضعف قد يستغلها الاحتلال لتنفيذ سياساته".

ولفت إلى أنّ أيّ تراخٍ في هذا الأمر يُشكّل "بداية انهيار للواقع الذي استطاع المقدسيون أن يحافظوا عليه طيلة 55 عامًا من احتلال القسم الشرقي من المدينة".

وأضاف أنّ "المستوطنين المتطرفين يحاولون منذ العام الماضي إدخال القرابين في المسجد الأقصى ولم يفلحوا بذلك بفعل التصدي المقدسي"، موضحًا أنّ وعي المقدسيين يجعلهم قادرين على إفشال مخططات الاحتلال بإدخال القرابين "ورد الصاع صاعين".

وشدّد على أنّ "الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتراجع بالدفاع عن مقدساته وهويته في المدينة المقدسة"، مشيرًا إلى أنّ القضية أصبحت في الوقت الراهن "تكسير عظم"، بسبب إصرار الطرفين على عدم التراجع.

ودعا الهدمي إلى ضرورة استمرار الرباط في المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان، باعتباره إحدى وسائل الدفاع المهمة، لتفويت الفرصة على الاحتلال بتنفيذ مخططاته التهويدية.