قائمة الموقع

الاستثمار في القيم.. رمضان فرصة لتعليم الطفل العطاء والتسامح

2023-03-23T10:37:00+02:00
الاستثمار في القيم.. رمضان فرصة لتعليم الطفل العطاء والتسامح

تعمدت والدة الطفل زين الذي يبلغ من العمر 10 أعوام رمضان هذا العام أن يرافق والده في توزيع بعض الوجبات الغذائية على بعض العائلات المستورة.

وتقول إنها "فشلت" في تعليمه معنى العطاء، ويرفض مبدأ المشاركة مع أقرانه، "لذلك حرصت على تعزيز هذه القيمة في رمضان والعمل على التزامه بها بعد انقضائه".

والدة زين "دينا صالح" أم لأربعة أبناء، تعتمد في تربية أبنائها على مبدأ أن الأطفال يقلدون ما يفعله الآباء، "ولذلك خططت لهذا العام ووالدهم التركيز على فعل الخير أمامهم، وتعويدهم على مساعدة المحتاج، وإعطاء السائل حتى لو بأقل القليل".

تضيف أن ابنها الأكبر كان يحصل على المال من والده، ويتصدق بها في مواسم الخير أو حين مرافقته إلى السوق، "أما الآن فقد أصبح يتصدق باجتهاده ومن مصروفه، وأحيانًا يذكرني فما دام انغرست في الطفل الصفات الحسنة فإنها تلازمه أينما حل".

وتؤكد أن رمضان فرصة لتعليم "زين" وشقيقه الأصغر على بعض المبادئ كالعطاء، والصفح والتسامح، على أنه من الضروري الاستمرار بها وتأكيدها بقية أيام العام.

وتلفت إلى أن صفة الصفح والعفو ليس من السهل تعليمها للطفل لأنه ليس من السهل اقتناعه بها، "واجهت صعوبة في غرس تلك الصفة في نفوس الابنَين الأكبر سنًا وهم صغار، وغالبية الأبناء الذكور لا يتقبلون الصفح عندما توجه لهم الإهانة ولا سيما في عمر المراهقة".

يستثمر بعض الآباء قدوم شهر رمضان لغرس مبادئ وسلوكيات إيجابية في نفوس أبنائهم، كالعطاء، والتعاون، وأهمية مساعدة الآخرين والعمل التطوعي وغيرها، التي تنعكس على شخصياتهم وحياتهم انعكاسًا إيجابيًا.

الطفل زيد عبد الرحمن ابن الثمانية أعوام، بالرغم من فرحته هذا العام بالاستعداد نفسيًا لصوم يوم كامل بخلاف العام الماضي، إلا أنه فاجأ والدته عندما سألها عن كيفية تحمل الأطفال الفقراء الجوع والعطش طيلة العام وليس فقط مدة شهر رمضان.

يقول: "الصوم يعلمني الصبر على الجوع والعطش، وجعلني أشعر بالسعادة لأني تمكنت من الصيام متجاوزًا التدريب على صوم العصفورة، كما أني أصبحت أشعر بالأطفال الفقراء الذين لا يتمكن أهلهم من توفير الطعام لهم، وبت أحب مساعدتهم".

مدرسة تربوية

ومن جهته يتحدث استشاري الصحة النفسية المجتمعية د. محمد الكرد أن الصيام يحمل في طياته مدرسة تربوية من الأخلاق التي تهذب النفس البشرية، فالأجواء الإيمانية تدرب على الصبر والشعور بالآخرين، ومراقبة النفس وغيرها.

ويقول: "تدريب الطفل على الصوم يعلمه أن الجميع سواسية حيث الحرمان من الطعام والشراب سواء الغني أو الفقير، ويعلمه العطاء والجود والكرم، والتصدق على الفقر وإخراج الصدقات، والسعي في مساعدة المحتاجين وغيرها من الأعمال الصالحة بالصلاة وقراءة القرآن".

ويشير الكرد إلى أن ذلك ينعكس على شخصيته ونفسيته إيجابيًا، وتصبح لدى الطفل القدرة على مواجهة تحديات الحياة، واستثمار وقته بما هو مفيد والمشاركة في الأعمال التطوعية.

ويبين أن على الأهل الانتباه إلى تلك الأيام الفضيلة واستثمارها في تعليم الأطفال الأخلاق الحميدة، ويجب على المربي أن يكون قدوة لأطفاله، وبالتالي يتعلمون بمفردهم كيف يمكن مساعدة الفقير ومساندة الضعيف ولو بأقل القليل.

ومن الأعمال التي يمكن أن تشجع الطفل على العطاء، يذكر الكرد أنه يمكن للأهل أن يقوموا بتنظيم فريق عائلي لجمع التبرعات المالية أو العينية ببعض الملابس ومشاركته في إعداد قائمة بالأشخاص المستحقين وتوزيعها.

ويوضح الكرد أن الطفل لو تعلم من صغره على مبادئ دينية صحيحة واعتاد على السلوك فإنه لو نسيها لمرحلة من الزمن سيعود إليها لكونه اعتاد عليها وهو صغير ويتذكر حديث والديه ونشاطاتهم معه في العطاء والتصدق.

اخبار ذات صلة