تختنق العبرات وتضيق الأرض ذرعا بزوجة الحاج المختطف لدى الجيش المصري عبد القادر قشطة، وأطفاله الأربعة، الذين ينتظرون عودته إلى منزلهم بحي البرازيل بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وشكلت حادثة توقيف عناصر من الجيش المصري الحافلة التي تقل الحاج قشطة (41عاما) على أحد حواجز مدينة الشيخ زويد قبل اعتقاله، صدمة لوالدته التي بكت وتوسلت وصرخت دون استجابة.
ومضت الوالدة المكلومة التي خرجت برفقة نجلها من قطاع غزة عبر معبر رفح البري للديار الحجازية لأداء مناسك الحج، ضمن مكرمة خادم الحرمين الشريفين لذوي الشهداء، وحدها ملبية، والحسرة تنخر جسدها لفقدانه.
وناشدت المسئولين في سفارة السلطة الفلسطينية في السعودية وحاولت الوصول إلى مسئولين فلسطينيين وسعوديين، للتدخل للإفراج عن نجلها، دون جدوى؛ فقررت البقاء في الديار الحجازية معتصمة هناك، حتى الإفراج عنه.
وقطعت على نفسها وعدا بألا تعود لأحفادها الأربعة دون والدهم؛ لكن حالتها الصحية السيئة ربما تفرض عليها العودة دونه مضطرة، كونها وحدها دون مرافق، وفق نجلها خالد قشطة.
وأوضح قشطة لصحيفة "فلسطين"، أن عائلته لم تتلق أي معلومات عن شقيقه عبد القادر، حول مكانه أو مصيره، سوى المعلومات الأولية لحظة حادثة الاختطاف بأن الجيش المصري هو من اعتقله على مرأى ومسمع الحجاج.
من جهتها، تقول أم محمد قشطة زوجة المعتقل عبد القادر: "ننام ونصحو كل يوم على أمل الإفراج عنه"، مشيرةً إلى أنها لم تتلق أي خبر عنه منذ لحظة اعتقاله في 27 آب/أغسطس 2017.
وأضاف قشطة لصحيفة "فلسطين": "لا نعرف مصيره، ولا مكانه، ولا أي معلومات عنه، ولا نعرف سبب اعتقاله"، مشيرة إلى أن أحوالهم صعبة للغاية في ظل غيابه عنهم قسرا.
وتابعت: "حجاج المكرمة عادوا إلى قطاع غزة، دون زوجي، الأمر الذي شكل صدمة لأطفالي الأربعة الذين ينتظرون عودته، ولا يعون جيدا قضية اعتقاله".
ولفتت إلى أن أطفالها يسألون دائما عن والدهم، ويرددون عبارة "نريد بابا"، "متى سيعود بابا"، دون أن يجدوا إجابات شافية، مشيرةً إلى أن أوضاعهم النفسية سيئة للغاية، الأمر الذي أثر على دافعيتهم للدراسة مع بدء العام الدراسي الجديد.
وأكملت: "زوجي خرج ضمن المكرمة السعودية، ومن غير المقبول سماح السلطات المصرية له بالدخول لأراضيها، ثم اعتقاله بهذه الطريقة"، واصفة ما حدث بـ "الطعنة الغادرة".
وناشدت قشطة السلطات المصرية والسعودية والمسئولين في السلطة الفلسطينية لضرورة التدخل من أجل الكشف عن مصير زوجها والإفراج عنه.
ونوهت إلى أنه خرج مرافقا لوالدته لأداء مناسك الحج عن شقيقه الشهيد محمد قشطة الذي استشهد عام 2005.
ولفتت قشطة إلى أنها وزوجها وأطفالها دخلوا مصر مرات عديدة بطريقة رسمية، ولم يتم التعرض لهم، متسائلة: "ما هو الجرم الذي ارتكبه زوجي ليتم اعتقاله بهذه الطريقة؟".
وينتظر أطفاله الأربعة محمد 10 سنوات ونادر 9 سنوات وخالد 8 سنوات ورائد 7 سنوات، عودة والدهم عبد القادر إلى المنزل.
ويقول نادر والدموع على وجنتيه، إنه لم يعد للحياة وللعيد طعم في ظل غياب والده، مضيفًا: "أفكر به طوال الوقت، ولا أريد من الإخوة المصريين سوى إعادته لنا".