فلسطين أون لاين

​19 عامًا على استشهاد المؤسّس الشيخ أحمد ياسين

...
أحمد ياسين

يوافق اليوم، (22 مارس)، الذكرى الـ19 لاستشهاد مؤسّس حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي عام 2004، عقب عودته من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله الكائن في حي الصبرة بمدينة غزة.

تمتّع الشيخ ياسين، بمنزلة شعبية وسياسية بين أطياف الشعب الفلسطيني، ويُعد من أكثر القادة الذين نالوا احترام الكل الفلسطيني ومعظم القادة والزعماء، حتى لقّب بـ"شيخ الأمة".

سيرة المؤسّس

وُلد الشيخ الشهيد عام 1938 في قرية الجورة، وتعرّض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللًا تامًّا، استمر حتى استشهاده، إلا أن ذلك لم يؤثر على شخصيته، ولم يقلّل من حماسه وذكائه، الذي استخدمه في سبيل القضية الفلسطينية.

وكان يعاني كذلك من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة في أثناء جولة من التحقيق على يد مخابرات الاحتلال في فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض.

عمل المؤسس ياسين مدرّساً للغة العربية والتربية الإسلامية ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة؛ وأصبح في ظل حكم الاحتلال الاسرائيلي أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق.

وأسّس الشيخ ياسين، مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين تنظيمًا إسلاميًّا أطلق عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، وتحديدًا عام 1987، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد.

وسبق ذلك، تأسيس ياسين، جسم الحركة، فأسس الجمعية الإسلامية ثم المجمع الإسلامي، وكان له الدور البارز في تأسيس الجامعة الإسلامية، وكذلك العمل العسكري ضد الاحتلال. رحلة الاعتقال شارك ياسين وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجًا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956 وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكداً ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.

وفي عام 1983، اعتقلته قوات الاحتلال الشيخ أحمد ياسين، بتهمة حيازة السلاح، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة الكيان من الوجود.

وأصدرت محكمة الاحتلال العسكرية حكماً بالسجن 13 سنة، على الشيخ ياسين، فيما جرى الإفراج عنه بعد سنتين، ضمن عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية.

وفي ليلة 18/5/1989 اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس" في محاولة لوقف المقاومة المسلّحة التي أخذت آنذاك طابع العمل بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء.

سجن مدى الحياة

وفي 16 أكتوبر 1991 أصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية حكمًا بسجنه مدى الحياة، إضافة إلى 15 سنة أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين، وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

وفي عملية تبادل أخرى في أكتوبر 1997 جرت بين الأردن وكيان الاحتلال في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء (الموساد) سلّمتهما لكيان الاحتلال مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين، أفرج عنه وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.

التنظيم والاغتيال عاد الشيخ ياسين إلى إعادة تنظيم صفوف حركة حماس من جديد عقب تفكيك بنية الحركة من قبل السلطة الفلسطينية التي قدمت آنذاك عام 1994م، وشهدت علاقته بالسلطة بين مد وجزر، حيث وصلت الأمور أحيانًا إلى فرض الإقامة الجبرية عليه وقطع الاتصالات عنه.

وفي شهر مايو عام 1998، أجرى الشيخ ياسين حملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج؛ نجح خلالها في جمع مساعدات معنوية ومادية كبيرة للحركة؛ فأثار كيان الاحتلال غضبًا آنذاك حيث اتخذت أجهزة استخبارات الاحتلال سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد كيان الاحتلال في الخارج".

محاولات اغتيال

فتعرّض الشيخ المؤسس لمحاولة اغتيال فاشلة في سبتمبر عام 2003، عندما كان في إحدى الشقق بغزة وبرفقته رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حاليًّا إسماعيل هنية، حيث استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية على المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه، ما أدَّى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، ووصفت جروحه آنذاك بالمتوسطة.

واستُشهد مؤسس حماس، فجر يوم الإثنين الموافق 22 مارس 2004، وذلك لدى عودته من صلاة الفجر، حيث استهدفته مروحية عسكرية بثلاثة صواريخ، فنال الشيخ أمنيته الغالية في الحياة، وهي الشهادة، بعد سنوات طويلة في الجهاد والنضال والدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى.

المصدر / فلسطين أون لاين