في نهاية ١٩٦٧تسلم الشيخ أحمد ياسين قيادة الحركة الإسلامية في قطاع غزة، ومن وقتها وهو يسعى في ربوع فلسطين يعلي الهمة ويبعث الأمل، ويفجر الطاقات، ويعيد الشعور بالمسؤولية والأمانة لدى الأجيال.
فاستحق مكانة شيخ فلسطين ومنقذ فلسطين الأرض والإنسان، كيف لا وهو القعيد الذي تغلب على القعود، وعلى القيود، فأقام الحجة على الأصحاء.
بدأ حركته في أزقة مخيم الشاطئ الوعرة والضيقة وبات صنيعه وأثره في ملء العالم وسمعه، لم يفت في عضده المرض، والفقر، والقيد، والاحتلال.
رعى السلم المجتمعي ، وأرسى التكافل الاجتماعي وساهم في تعليم الأجيال، وشجع على الصحوة الإسلامية، وحث على الأخلاق والقيم وكان من رواد تحصين المجتمع الفلسطيني أمام محاولات الاحتلال في طمس الهوية والعادات والتقاليد.
وبعد أن هيّأ الجيل والمجتمع أطلق المقاومة المسلحة ورعاها وشجع عليها واحتضن ليس المقاومين من حركته فحسب بل تبنى كل إنسان وكيان ولج في المقاومة المسلحة .
اليوم بعد ١٩عامًا على الارتقاء شهيدًا يبدو أن الجسد قد غاب، ولكن الطيف والفكرة والمنهج والأثر باقٍ ويتمدد.
كم هي الأحاسيس والأشواق عظيمة يا شيخ فلسطين في نفوس العلماء والطلاب، ورجال الإصلاح والأسرى والمقاومين والمجاهدين والإعلاميين والسياسيين والفقراء والمساكين والمعوزين، والرجال والشباب والمرأة.
أحسب أن الشوق لك ولمنهجك في نفوس الأمتين العربية والإسلامية وأحرار الإنسانية.
رحمك الله ياشيخ أحمد ياسين وجزاك الله خيرًا عن فلسطين وشعبها.