فلسطين أون لاين

الأسرى يتعرضون لممارسات عنصرية وأعددنا خطة لمناصرتهم

حوار أبو نعيم لـ"فلسطين": الأيام القادمة "حاسمة" بشأن تصعيد الأسرى

...
الزميل نور الدين صالح في حواره مع توفيق أبو نعيم (تصوير: ياسر فتحي)
غزة/ نور الدين صالح:

حذّر رئيس مجلس إدارة جمعية "واعد" للأسرى والمحررين، توفيق أبو نعيم، من أنّ الأيام الأربعة القادمة ستكون "حاسمة ومفصلية" بشأن الخطوات التصعيدية للأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه تم إعداد خطة تتضمن سلسلة فعاليات داعمة لخطواتهم.

وقال أبو نعيم في حوار مع صحيفة "فلسطين": إنّ "الأيام القادمة ستُحدّد مسار قرار الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال نحو الدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام، أو أنّ إدارة السجون ستتوقف عن إجراءاتها العنصرية بحقهم".

وشدّد على أنّ "دخول الأسرى في الإضراب المفتوح خاصة في شهر رمضان سيؤجّج الأوضاع داخل السجون بشكل كبير، مما يُنذر بانفجارها"، مبيّنًا أنّ الأسرى مقبلون على خطوات تصعيدية كبيرة في المرحلة القادمة.

وأوضح أنّ أبرز الخطوات هي "الإضراب عن الطعام" وهناك بعض الخطوات التي ينوي الأسرى اتخاذها دون الإفصاح عن تفاصيلها.

وأضاف أنّ "الأسرى أبلغوهم بأنهم ينوُون اتخاذ خطوات تصعيدية لم تعهدها الحركة الأسيرة"، لافتًا إلى أنّ تفاصيل الخطوات ستصلهم عبر رسالة من الأسرى في اليومين القادمين، وسيتم الإفصاح عنها حينها.

سابقة خطيرة

وعدّ أبو نعيم، شروع الأسرى في الإضراب المفتوح عن الطعام تزامنًا مع شهر رمضان المبارك "سابقة خطيرة ولأول مرة تعيشها الحركة الأسيرة، وسيكون لها انعكاسات خطيرة على إدارة السجون".

وقال: "لم نعهد أن تُقدم الحركة الأسيرة عبر تاريخها على الإضراب في شهر رمضان"، مشددًا على أنّ "إجراءات حكومة الاحتلال الفاشية وممارساتها العنصرية هي التي تدفع الأسرى للدخول في هذه الخطوة".

وبيّن أنّ شهر رمضان له قدسيّته ونظامه المختلف في التعامل داخل السجون، لكنه بات اليوم شهر المفاجآت، متابعًا "إذا ذهب الأسرى لهذه الخطوة في رمضان، فإنّ هذا الأمر يعني أنّ الأوضاع في السجون لا تُحتمل".

وبحسب أبو نعيم، فإنّ اختيار التوقيت للإضراب له بُعد مهم لدى الأسرى، لأنّ الهدف منه هو تحريك الملف عند السجان بعدم الاقتراب والمساس بإنجازاتهم أو الطلب من الشارع التضامن معهم في معركتهم.

ونبّه على أنّ الواقع الراهن مختلف لعدة أسباب، أبرزها حلول شهر رمضان الذي يخشاه الاحتلال، والثاني حالة الغليان التي يعيشها الشارع الفلسطيني في الضفة، والثالث الممارسات العنصرية في مدينة القدس المحتلة.

اقرأ أيضًا: الأسرى يواصلون العصيان لليوم الـ35 على التوالي

وأكد أنّ واقع الأسرى داخل السجون في الوقت الراهن هو الذي يفرض نفسه على الطاولة، قائلًا: "سلاح الإضراب يُشهر في مواسم محددة، وعندما يتم إشهاره في هذا التوقيت يعني أنّ الأوضاع اقتربت من الانفجار داخل السجون".

خطة مناصرة

وفيما يتعلق بإعداد خطط لنصرة الأسرى خاصة مع اقتراب ذكرى يوم الأسير في إبريل/ نيسان القادم، أفاد رئيس مجلس إدارة جمعية "واعد"، بأنه جرى إعداد خطة دعم ومناصرة للأسرى بالتعاون مع بعض الجهات المختصة في شؤون الأسرى.

وذكر أن الخطة تتضمن تنفيذ أنشطة مناصرة للأسرى في القطاع وخارجه، من بينها عقد مؤتمر مشترك في غزة والضفة ولبنان في نفس الوقت لبحث أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال.

وأشار إلى أنّ تنفيذ الخطة سيبدأ من اليوم حيث ستُقام العديد من الفعاليات دعمًا للأسرى، في حين ستنطلق الفعاليات الخاصة بذكرى يوم الأسير الذي يوافق السابع عشر من إبريل القادم، من الخامس من الشهر القادم وحتى نهايته.

وقال: "المعركة التي يخوضها الأسرى في الوقت الراهن تختلف عن المعارك السابقة، إذ أنهم يواجهون السجان بشكل موحد، في حين أنّ الأخير لا يتوانى في الضغط عليهم دون تمييز.

وأوضح أنّ الأسرى أدركوا أنّ التمييز الذي انتهجه الاحتلال في السابق يهدف لتشتيت مواقفهم، "لكن الآن الموقف موحد والجميع يقف خلف اللجنة الوطنية والهيئة القيادية العليا لقيادة الخطوات في السجون". 

وعدّ أنّ ما يجري في السجون حاليًّا يأتي بعد زمن من الإساءات التي نفّذتها إدارة السجون بهدف قضم إنجازات الأسرى على مدار سنوات ماضية، إذ إنها تسير وفق خطة ممنهجة لسحب الإنجازات التي سطّروها بدمائهم.

وشدّد على أنّ "إدارة السجون كثّفت ممارستها العنصرية تجاه الأسرى في الوقت الراهن أكثر من أيّ وقت سبق، مثل منع الزيارة والإهمال الطبي وغيرها".

وقال أبو نعيم: "من الواضح أنّ حكومة المستوطنين المتطرفة اتخذت قراراتها إما بطريقة مدروسة بغباء أو غير مدروسة"، عادًّا أنّ الغباء الذي قاد وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير للعبث بملف الأسرى.

وأكد أنّ استمرار حكومة الاحتلال المتطرفة بالاعتداء على الأسرى سيدفع الفصائل للرد على هذه التجاوزات.

وأوضح أنّ تطرف حكومات الاحتلال المتعاقبة يدفعها للعبث في ملف الأسرى، منبّهًا على أنّ الحكومة الحالية الأكثر تطرفًا، وضعت الأسرى على الطاولة بهدف الحصول على إنجازات.

وشدد على أنّ "هذا التفكير المتطرف سيجر الوبال على "بن غفير" وحكومته التي وُلدت ميتة".

في السياق، استنكر إصدار كنيست الاحتلال عدة قوانين ضد الأسرى في السجون، ومن بينها "قانون إعدام الأسرى"، مؤكدًا أنّ هذه القرارات لها تداعيات خطيرة على الاحتلال.

وأشار إلى أنّ الاحتلال بات يستهدف الأسرى في عصب حياتهم في السجون عبر الابتزاز في الكانتينا وغيرها.

وبيّن أنّ الأسرى يبعثون رسائل مهمة تتمثل بضرورة إبقاء قضيتهم عبر الإعلام، وأن تكون معاناتهم شاهدة أمام جميع المسؤولين والمؤسسات الدولية والقانونية والحكومية.

ويطالب الأسرى وفق أبو نعيم، بأن يدفع الاحتلال ثمن كلّ تجاوزاته ضدهم، خاصة المرضى والأشبال والأسيرات.

تقصير عربي

في سياق متصل، انتقد أبو نعيم التقصير العربي والإسلامي تجاه قضية الأسرى، مطالبًا بضرورة وضعها ضمن الأجندة العربية والدولية.

ودعا أبو نعيم، سفارات السلطة إلى ضرورة تفعيل قضية الأسرى على المستوى العربي والإسلامي، من أجل تحريك الشعوب والحكومات ووضعهم أمام مسؤولياتهم.

اقرأ أيضًا: أبو كويك: الأسرى مصمّمون على إفشال مخططات "بن غفير" ضدّهم

وذكر أنّ الوفود والوساطات لم تنقطع زياراتها إلى قطاع غزة لبحث قضية الأسرى، إذ أنهم يتحدثون حاليًّا عن إمكانية توتر الأوضاع في شهر رمضان.

ودعا أبو نعيم الشعب الفلسطيني إلى ضرورة مساندة الأسرى والوقوف بجانبهم مع خطواتهم التصعيدية، "فالأيام القادمة تحتاج إلى وقفة جدية من الكل الفلسطيني".

كما ناشد العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم إلى دعم وإسناد الأسرى الذين دافعوا عن فلسطين وشرف الأمة على مختلف الأصعدة.