فلسطين أون لاين

لقاء شرم الشيخ

لم يمضِ شهر على اجتماع العقبة الأمني الذي حضرته السلطة الفلسطينية، حتى سارعت مجددًا بالتوجه إلى شرم الشيخ للقاء قادة الاحتلال، برعاية أمريكية ومشاركة عربية، وبين اللقاءين شهدت الضفة أشرس الاقتحامات وحالات الإعدام الميداني للمواطنين، واعتقال العشرات، وهدم المنازل، إلى جانب إحراق بلدة بأكملها من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال.

اجتماع شرم الشيخ يمثل انحرافًا آخر للسلطة، وتعمقًا في التبعية لإرادة الاحتلال، وخصوصًا أن النتائج التي ترتبت على لقاء العقبة نراها يوميًا، من حيث اتساع الاغتيالات واستمرار العدوان اليومي على الأسرى وعلى أبناء شعبنا.

كما أن السلطة تدير الظهر للإرادة الشعبية الرافضة لتوجهاتها، فالنَّهج الذي تسير عليه يزيد من عزلتها، في ظل عدم استجابتها للإرادة الشعبية بانتخاب مجلس وطني وانتخاب قيادة أمينة على مصالح الشعب، تكون جديرة بقيادته نحو الحرية والاستقلال وإنجاز الحقوق الوطنية.

إذ يأتي هذا اللقاء على وقع المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا، وعلى وقع الاستيطان المتصاعد في الضفة الغربية والتهويد المستمر في القدس.

ويتجدد اللقاء مرة تلو الأخرى، والابتسامات والمصافحة الحارة تتكرر أمام الكاميرات، في حين مصادرة الأراضي في الضفة والقدس والداخل المحتل تسير وفق خطة ممنهجة للاستيلاء على معظم الحقول والمزارع، وطرد أصحابها منها، وتحويلهم إلى قائمة العاطلين عن العمل، بزعم إقامة المستوطنات والمناطق الأمنية التي أتت على خيرة الأراضي.

ويجتمع وفد السلطة برئيس الشاباك في شرم الشيخ وقوات الاحتلال تجتاح مدن الضفة الفلسطينية وقراها يوميًا لتدمر البيوت على أصحابها، وتعتقل من تشاء، وتغتال المقاومين الأحرار الذين رفضوا تسليم سلاحهم، وأصروا على الرباط والمقاومة.

والمصافحة مستمرة وقطاع غزة يعاني حصارًا ظالمًا، طال جميع مقومات الحياة الأساسية لأكثر من مليوني فلسطيني، فلا دواء، ولا علاج للمرضى الذين يموتون يوميًا بسبب إغلاق المعابر في وجوههم، والمنشآت الحيوية توقفت، والبطالة وصلت إلى النسبة الأعلى في العالم، والأطفال يناشدون لرفع الحصار دون مجيب.

ويتمسك قادة المقاطعة بالحوار مع الصهاينة ويديرون ظهورهم للحوار مع أبناء شعبهم ويرفضون الجلوس معهم على طاولة واحدة.

وهنا لا بد من السؤال: هل من الممكن أن يأتي من عدوّنا خيرًا، وإلى متى هذا التساوق مع من لا يريدون الخير لشعبنا؟