اتَّهم مراقبان لشؤون الحركة الأسيرة، السلطة في رام الله بعدم التفاعل مع ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون من جرائم إسرائيلية، منتقدين اقتصار فعالياتها على "الجانب الإعلامي، دون تفعيل دورها على الصعيد الدولي لنصرتهم".
وقال المتحدث باسم وزارة الأسرى والمحررين بغزة، منتصر الناعوق: "السلطة لم تتحرك حتى اللحظة لنصرة الأسرى وهم يخوضون معركتهم ضد السجان لليوم الـ34 على التوالي، ولا يوجد حراك سياسي منها حتى الآن يوازي الجرائم المرتكبة بحقهم".
وأضاف الناعوق لصحيفة فلسطين، أنّ قضية الأسرى غائبة عن السلطة التي تشارك اليوم في الاجتماع الأمني مع الاحتلال في مدينة شرم الشيخ"، متسائلًا: "أين قضية الأسرى من لقاءات السلطة؟".
وشدّد على ضرورة توظيف غضب الشارع الفلسطيني الرافض لجرائم سلطات الاحتلال، واعتداءاتها على شعبنا نصرة لأسرانا، وهذا يحتاج إلى دعم سياسي وفصائلي كبير".
وحثَّ كل الشرائح الفلسطينية للانخراط مع المعركة التي يخوضها الأسرى ضد السجان، لإجباره على الاستجابة لمطالبهم العادلة.
وأضاف الناعوق أنّ الحراك الجماهيري والميداني الذي بدأ منذ خوض الأسرى خطواتهم الاحتجاجية ضد السجان قبل أكثر من شهر "يمكن البناء عليه وتطويره، لمشاركة أوسع نصرة لهم ولاتخاذ أدوات أكثر تأثيرًا وضغطًا على الاحتلال".
وقال إنّ بيانات الحركة الأسيرة تكتب هذه الأيام بالدماء، فهم مُصرون على خوض الإضراب لمواجهة الإجراءات العقابية المُمارَسة بحقّهم.
وقالت الحركة الوطنية الأسيرة، مساء أمس، إنّ الإضراب بات الخيار الأرجح في عصيانها ضد إدارة السجون، مؤكدة أنها ستنشر في الساعات المقبلة وصية الأسرى الذين سيخوضون الإضراب.
إقرأ أيضًا: هنية: الاحتلال ينسق مع السلطة للقضاء على المقاومة بالضفة
وأكدت الحركة الأسيرة في بيان للجنة الطوارئ العليا، أنّ الأسرى سيخوضون الخطوات المقبلة مُوحّدين، مطالبة قوى الشعب الفلسطيني بدعمها.
مرحلة خطيرة
ووصف مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر، موقف السلطة تجاه قضية الأسرى بالهزيل، قائلًا: "عليها الانتفاض لأجلهم، وتكثيف التواصل والطلب من المنظمات الدولية لعقد جلسة في الأمم المتحدة لإطلاع العالم عما يتعرضون له، ومحاسبة قادة الاحتلال".
ونبَّه الأشقر لصحيفة "فلسطين"، إلى أنّ ما تقوم به السلطة لنصرة الأسرى يقتصر على الفعاليات الإعلامية، ولكن لا يوجد حراك حقيقي دولي يمكن أن يؤثر في مواقف الاحتلال، ويدفعه للتراجع عن عقوباته بحقّ الأسرى، وهذا يُعدُّ إساءة كبيرة لقضيتهم.
ودعا السلطة لأن تستغلَّ الاتفاقيات التي انضمّت لها مؤخرًا من أجل محاسبة الاحتلال أمام المحاكم الدولية لمخالفته القانون الدولي والإنساني وممارسة الجرائم ضد الأسرى.
وعدَّ في سياق متصل، أنّ الفعاليات التضامنية مع الأسرى ليست بالمستوى المطلوب، ولا توازي حجم التضحيات التي يقدمونها خاصة في ظل المعركة الخطيرة التي يتعرضون لها على يد السجان.
وأضاف الأشقر أنّ الحركة الأسيرة تعيش على مفترق طرق، من جراء الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من أعلى المستويات في حكومة المستوطنين برئاسة بنيامين نتنياهو، وعلى رأسهم الوزير الفاشي "إيتمار بن غفير".
لذلك، شدّد على ضرورة إقامة حراك قوي داعم ومساند للأسرى يوازي المرحلة الخطيرة التي يتعرضون لها، إذ انتهوا من وضع اللمسات الأخيرة لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي سيخوضونه في الأول من رمضان.
وثمّن في الوقت ذاته موقف الفصائل الداعم والمساند للأسرى، التي أكدت أنها ليست بعيدة عمّا يحدث في سجون الاحتلال، وأنّ بنادقها مُشرَعة لإسنادهم ولن تتركهم وحدهم.