قائمة الموقع

​طريق الباذان "وصفة سريعة للموت" في ظل التقصير الرسمي

2017-09-10T10:35:51+03:00

شهد طريق وادي الباذان الواقع إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس الكثير من الحوادث المأساوية التي أودت بحياة الكثيرين وكادت أن تفقد آخرين أرواحهم؛ وبات كل من يفكر بسلوكه ليلاً أو نهاراً يتردد ألف مرة قبل أن يفعلها. هذا الطريق تعرّض العديد من المرات لانهيارات وتصدعات؛ أدت إلى تآكله وحدوث فجوات على جنباته؛ مما شكَّل بمرور الزمن مخاطرَ جمة على المسافرين هناك، كونها منطقة شديدة الانحدار وتقع على حافة وادٍ عميق.

وتكمن أهمية هذا الشارع في أنه يربط بين مدينة نابلس ومدن جنين وطوباس وأريحا؛ ويؤدي إلى منطقة سياحية هي الأهم في مدينة نابلس؛ إلا أنه يفتقد إلى الاهتمام والرعاية حيث يخلو من أنوار الإضاءة للشوارع ووسائل الحماية الكافية؛ الأمر الذي يزيد من تعقيد الأمر وسوداوية المشهد لكل من يفكر بالسير عبره.

المدون والصحفي محمد أبو علان سبقَ له وأن حذر من المخاطر المحدقة بالمواطنين بسبب طريق وادي الباذان عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)؛ وقال لـــ صحيفة فلسطين: "هذا الشارع حدثَ فيه إنهيارٌ قبل مرور عام على إعادة تأهيله، والذي جاء في منطقة خطرة؛ ناهيك أن حركة نشطة تسود هذا الشارع الذي يربط نابلس وجنين وطوباس وأريحا.

وتابع أبو علان حديثه: "تمت عملية الإصلاح ولكن لم تُحل المشكلة التي مر عليها نحو خمس سنوات، وقد تذرعت "الجهات المعنية" بأن التربة في تلك المنطقة مشبعة بالمياه مما تسبب في انزلاق التربية، مما يستدعي توجيه سؤال بديهي:" التربة في العادة يجري فحصها قبل العمل وليس بعده".

وكشف أبو علان عن قيام الحكومة بتخصيص موارد لإعادة تأهيل منطقة الانهيار من تاريخ 18/10/2016 وحتى اليوم لم يحرك ساكناً في الأمر، علماً أن المقطع الموجود فيه الانهيار ضيق جداً؛ ويُمكن أن يشكّل خطراً على السائقين لا سيما لمن يمر من الطريق للمرة الأولى حسب قوله.

فراس صلاحات أحد سكان منطقة الباذان يرى أن طريق الباذان "وصفة سريعة لمن يفكر بالموت"؛ معرباً عن أسفه إزاء الحوادث القاتلة التي حدثت لمن سافروا خلاله؛ ومع ذلك فإن الحكومة لم تتحرك من أجل إنهاء هذه المأساة؛ رغم أن كل الحلول موجودة على الطاولة؛ وكل ما تحتاجه فقط هو الرغبة في إنهاء هذه الأزمة.

وأردفَ قائلاً: "طريق الباذان حيوي ويربط نابلس بمدن الشمال وأريحا كذلك؛ علاوةً على أنه الطريق الأهم المؤدي إلى منتجعات وادي الباذان السياحية التي تُعد رمزاً سياحياً ومكاناً يقصده مئات الآلاف سنويا هروباً من حر الصيف".

غياب الاهتمام بهذا الحاجز جعل الكثير من الشبان والناشطين مؤخراً يطلقون حملة بعنوان "بدنا نضوي شارع الباذان"؛ نظراً لعدم وجود أي شكل من أشكال الإضاءة له تزامناً مع حالة الترهل في البنية التحتية والانهيارات التي تكتنفه.

ويقول الشاب سعيد جرادات من مدينة جنين: "أعمل في مدينة نابلس واضطر إلى مغادرة عملي بعد ساعات المغرب وحينها يكون الليل قد حل؛ وفي أثناء سفري أكاد لا أرى شيء أثناء سيري على هذا الطريق، وتتضاعف المعاناة في ظل غياب أي إضاءة فيه؛ ناهيك عن أن الحوادث التي حصلت أثناء السير من خلاله تجعل خوفي يزيد من الموت".

وختم جرادات حديثه: "كل ما نريده السير عبر الطريق دون أن يطاردنا شبح الموت نتيجة غياب التقصير الرسمي الواضح في إنجاز المشروع المعد مسبقاً لإصلاحه".

اخبار ذات صلة