فلسطين أون لاين

تضع أمام الاحتلال خطوطًا حمراء في رمضان

تصريحات "عيسى" و"العاروري".. رسائل حازمة ترسم معادلة المرحلة المقبلة

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

حملت تصريحات نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، مروان عيسى، دلالات ورسائل سياسية ترسم أمام حكومة المستوطنين الفاشية برئاسة بنيامين نتنياهو المعادلة القادمة، ولا سيما ما يتعلق بالوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك.

ووفق محللين سياسيين تحدثت إليهم صحيفة "فلسطين" فإن تصريحات عيسى ومن قبلها بيوم تصريحات الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تؤكد أن المقاومة الفلسطينية متأهبة لإمكانية تصاعد الأحداث في الضفة الغربية والقدس، وأن لديها خطوطًا حمراء لن تسمح بتجاوزها، وأنها ذاهبة لإشعال الضفة ردًا على جرائم الاحتلال، مع بقاء غزة متأهبة.

وحذر عيسى، في تصريح متلفز، أمس، من أن "أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال"، مؤكدًا أن المشروع السياسي في الضفة الغربية المحتلة انتهى، وأن "العدو أنهى أوسلو، والأيام القادمة حبلى بالأحداث".

في حين أكد العاروري أول من أمس أن حماس تراقب من كثب خطوات الاحتلال بمدينة القدس المحتلة، وصبرها ينفد، وستكون عند ثقة شعبها بها.

وأضاف أن محاولة الاحتلال توظيف شهر رمضان لفرض سياسته في التقسيم الزماني والمكاني والسماح للمستوطنين بأداء الطقوس التلمودية سيواجه بردة فعل شعبنا بكل تأكيد.

إستراتيجية المقاومة

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي أن تصريحات القائد مروان عيسى تشير بوضوح إلى إستراتيجية حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في المرحلة الحالية بتقوية العمل المقاوم واستمراريته في الضفة الغربية، نظرًا لحجم التأثير الكبير الذي يحدثه في أمن الاحتلال، إضافة لاستمرار مساندة قطاع غزة للمقاومة بالضفة.

وقال الرفاتي لصحيفة "فلسطين": إن تصريحات عيسى والعاروري "تؤكد وحدة الميادين وترابطها وتكاملها في مواجهة الاحتلال، فالضفة في المواجهة وغزة في المراكمة والإسناد للضفة، والتدخل في الوقت المناسب".

وأضاف: "الواضح أن القائد عيسى أراد إيصال رسائل لجميع الأطراف بخصوص الوضع السياسي في الضفة المحتلة، وأن محاولة النفخ في قربة السلطة الفلسطينية وأوسلو لن تفلح، وخاصة في ظل المؤتمرات الأمنية التي عقدت أخيراً وستعقد لاحقًا".

وقرأ الرفاتي أن التصريحات تشير إلى استعداد المقاومة الفلسطينية لكل السيناريوهات، بما في ذلك سيناريو ذهاب الاحتلال إلى حماقة في المرحلة المقبلة للهروب من الأزمة الداخلية التي تعصف به.

وقد تفاعلت وسائل إعلام إسرائيلية مع تصريحات عيسى وعدتها بمنزلة توجيهات لخلق ثورة وضخ مزيد من الدافعية لدى الشباب الفلسطيني؛ لخلق موجة جديدة من العمليات في الضفة الغربية، تزامنًا مع قدوم شهر رمضان المبارك".

دعم مقاومة الضفة

تأتي التصريحات في توقيت حساس من وجهة نظر المختص في الشأن الإسرائيلي شادي ياسين في ظل حالة تخبط يعيشها المستويان الأمني والسياسي الإسرائيليان، وأزمة داخلية يشهدها كيان الاحتلال على خلفية خطة إضعاف القضاء، وحالة أمنية تشهد تصاعد حالة المقاومة بالضفة الغربية. 

وقال ياسين لصحيفة "فلسطين"، إن تصريحات عيسى والعاروري تدلل على أن المقاومة بغزة تدعم تصاعد المقاومة بالضفة وتعطيها الفرصة لذلك، وفي نفس الوقت صمتها لن يدوم طويلاً في حال استمرار انتهاكات الاحتلال.

ولفت إلى أن الإعلام العبري تابع باهتمام كبير تصريحات القائدين الفلسطينيين البارزين، مبينا أنها خلقت حالة من البلبلة الكبيرة حول نوايا حركة حماس خلال المرحلة المقبلة وخاصة في شهر رمضان الذي تتجه أعين الاحتلال صوبه.

في حين يقرأ الكاتب والمحلل السياسي ياسر مناع التصريحات أنها تأكيد لاستعداد حركة حماس للدخول بمواجهة في أي وقت إذا تطلب الأمر، وأن الضفة ليست وحدها في المواجهة.

وقال مناع لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وهو غير معني اليوم بخوض مواجهة مع غزة، ما يعني أنه قد يقدم على خطوات من شأنها أن تبطئ من اشتعال فتيل المواجهة".

وحدد ثلاث قضايا فاعلة على الساحة الفلسطينية، هي: الأسرى، والقدس، والتصعيد في الضفة، معتقدًا أن حماس تثبت بهذه التصريحات حضورها الميداني وإن كان بصورة غير مباشرة، وليس لديها أدنى تردد في دخول مواجهة على غرار معركة سيف القدس في مايو/ أيار 2021.

المصدر / فلسطين أون لاين