تَحُول معيقات دون إكمال تشييد جسر مشاة في بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، يفترض أن يخدم آلاف المواطنين منهم طلبة ومرضى، ويُقلّل من خطر حوادث السير على طريق صلاح الدين.
وتُشير بلدية القرارة إلى ما تصفها بـ"تعديات" مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تقف عائقًا أمام إكمال مشروع الجسر البالغ طوله 37 مترًا، وبعرض 3 أمتار.
وتقول البلدية إنّ الوكالة ترفض إزالة أحد أسوار المدرسة بغرض استكمال المشروع، وهو ما دفع أهالي في المنطقة إلى الاحتجاج أمس.
ويخدم مشروع جسر المشاة طلبة العديد من المدارس في بلدة القرارة، ومرتادي عيادة صحية ومركز شرطة، ويخفف من الأزمة المرورية بالمنطقة.
ووجدت "فلسطين" بزيارة ميدانية، أنه يحلُّ مشكلة كبيرة لتنقُّل آلاف المواطنين بين جانبي طريق صلاح الدين الحيوي بمدينة خان يونس، ولا سيّما أنّ المنطقة تشهد ازدحامًا مروريًّا عند ساعات الصباح والمساء.
وقال رئيس بلدية القرارة باسم شراب، إنّ طواقم البلدية وجدت أنّ المكان المُقام فيه الجسر الأفضل لإنشائه، واختير على أسس فنية.
وبيّن شراب لصحيفة "فلسطين"، أنّ التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ 170 ألف دولار، دفعت بلدية القرارة منها 50 آلف دولار، والباقي غطّته منحة من الحكومة اليابانية ضمن منحة اليابان للمساعدة في مشاريع الأمن الإنساني على مستوى القاعدة الشعبية (GGP).
ويضيف شراب: "منذ ديسمبر الماضي، خاطبنا إدارة الأونروا وطلبنا منهم إزالة التعديات بمنطقة إنشاء الجسر ولكن لم تتجاوب الوكالة، وبالرغم من ذلك أجرينا لقاءات مع المسؤولين فيها ولكن لم نصل إلى نتيجة".
لكنه أشار إلى أنّ الاتصالات ما زالت مستمرة لإزالة السور المتعدي.
وبيَّن أنّ بلدية القرارة هي من تتحمل المسؤولية حول أيّ نزاع بشأن ملكية أيٍّ من الشوارع بالمنطقة، داعيًا الأونروا إلى التعاون لإنجاز المشروع وعدم عرقلته.
وسيلة آمنة
وأكد مدير شرطة محافظة خان يونس العميد علي القدرة، أنّ جسر المُشاة في منطقة القرارة، يُمثّل وسيلة آمنة لنقل طلبة المدارس، وبقية فئات المواطنين عند قطع شارع صلاح الدين.
وقال القدرة لصحيفة "فلسطين"، إنّ شرطة خان يونس تتحمل عبء تنقُّل الطلبة بين جانبي طريق صلاح الدين، وتُخصّص 4 أفراد شرطة لمساعدتهم، "ولكنّ إنشاء الجسر سينهي العبء، ويزيد الأمان لسالكي الطريق".
ووصف الرسم الهندسي لجسر المشاة بأنه "راقٍ جدًّا، ويمثل راحة كبيرة للمنطقة"، منبهًا إلى أنّ استمرار مرور الطلبة دون وجود جسر "يُمثّل خطرًا على حياتهم، فسبق وحدثت حوادث طرق مُميتة".
وبيَّن أنّ الأعمال الإنشائية في المشروع بدأت وإنجازه يُعدُّ خطوة مهمة جدًّا لمحافظة خان يونس عامة والقرارة خاصة، معربًا عن أمله بتشييد جسرَين آخرَين على شارع صلاح الدين، عند مفترق بني سهيلا ومنطقة معن.
غضب أولياء الأمور
بدوره، قال ضياء عبد الغفور من مجلس أولياء الأمور ببلدة القرارة، إنّ "عرقلة استكمال جسر المشاة سيزيد من حوادث السير، والأزمات المرورية الخانقة خاصة عند ذهاب الطلبة للمدارس وخروجهم منها".
وأوضح عبد الغفور لصحيفة "فلسطين"، أنّ مجلس أولياء الأمور يدعم بكل قوة إكمال المشروع وسرعة الانتهاء منه، الذي من شأنه أن يُخفّف أيضًا من الأعباء المُلقاة على عاتق أفراد الشرطة لتنظيم تنقُّل الطلبة بين جانبي طريق صلاح الدين الذي تسلكه يوميًّا آلاف المركبات.
في سياق متصل، عبّر مشاركون في وقفة احتجاجية نظّمها تجمُّع وجهاء ومخاتير القرارة أمس بجوار مدرسة الأونروا في القرارة عن غضبهم واستيائهم من رفض الوكالة إزالة السور المُعيق لتنفيذ المشروع.
وحمّل ممثل وجهاء ومخاتير القرارة حازم أبو هداف، مدير شؤون الأونروا بقطاع غزة توماس وايت المسؤولية الكاملة عن حياة الطلبة.
وأكد أبو هداف، أنّ الوقفة الاحتجاجية ستكون بداية التصعيد ضد قرار الأونروا الذي يقف أمام إتمام المشروع الذي ينتظره المجتمع المحلي منذ سنين بفارغ الصبر.