فلسطين أون لاين

"جدي كنعان".. مشروع لغرس المعارف المقدسية في قلوب الأطفال

...
جدي كنعان
عمّان – غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

حب القدس عقيدة مغروسة في نفس المسلم، والرغبة في توعية الأطفال العرب إلى ما يحدث في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، دفعا المختصة التربوية الأردنية رنا القيسي إلى البحث عن فكرة رياديّة في هذا المجال.

تخصّص القيسي في تربية الأطفال هداها إلى توظيف منهجيات "التعليم باللعب"، غير أنها لم تجد في الأسواق ألعابًا تعبّر عن فكرتها، سوى نماذج محدودة من الهدايا والمجسّمات التي تحمل اسم القدس والأقصى، فكان الابتكار طريقها للوصول.

شيئًا فشيئًا أصبحت الفكرة مؤسسة تحمل اسم "جدي كنعان" والتي تعمل للعام الثامن على التوالي في الأردن، في مجال توعية الأطفال بقضية القدس وأهميتها الدينية، "ابتكرنا ألعاب ورقية وأخرى خشبية ووسائل تعليمية متعددة".

وتضيف القيسي لـ"فلسطين": "لدينا دفتر رسم حجمه كبير يحمل اسم (ريشتي مقدسية) يحمل في صفحاته رسومات لعدد من معالم القدس من مساجد وقباب ومصاطب".

وهناك لعبة "حرر خطاك" (تشبه لعبة السلم والثعبان) –وفق القيسي- ترسم مسير الطفل المسلم، لتحرير المسجد الأقصى وذلك باتباع القيم الإيجابية المرسومة في الطريق بتلاوة القرآن وبرّ الوالدين وتجنب القيم السلبية كالكذب والعمل الفردي، ليصل عبر سلم و"زحليقة" - يرتفع عبرهما إذا ما طُبّق الشيء الإيجابي ويتعثر إذا ما طبق السلبيات - لأسوار المسجد الأقصى.

نجاح وتعثر

وتبيّن القيسي أن اختيار "الزحليقة" ضمن اللعبة يبيّن للطفل أن الإنسان يمكن أن ينجح مرة ويتعثر أخرى، فقد نقترب من تحرير القدس أحيانًا ونتراجع أخرى لكننا سنصل لهدفنا في النهاية بالإصرار والبذل.

ومن ضمن إنتاجات المؤسسة سلسلة قصصية للأطفال بعنوان "قيم التحرير" تحمل في ثناياها القيم التي يجب أن يتحلى بها جيل التحرير وتجسيدها بشخصيات حقيقية خدمت فلسطين، فقيمة الإتقان يمثلّها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، في حين يمثل قيمة القوة السلطان العثماني سليمان القانوني الذي أولى اهتمامًا كبيرًا لفلسطين والقدس.

حضور في جميع المناسبات

وبجانب تلك الإصدارات توجد أنشطة كتاج "الأقصى مسرانا" تستخدمه المدارس ورياض الأطفال في ذكرى الإسراء والمعراج ومجسم للأقصى "ثلاثي الأبعاد" بعنوان "قبلتي حبيبتي"، وحقائب تحمل اسم القدس، وأجندة بعنوان "نون المقدسية" وعلب توزيع تمر لرمضان تحمل صورة "قبة الصخرة"، "لدينا قرابة 22 منتجًا على هذه الشاكلة".

وتمضي القيسي إلى القول: "نهدف لأن تكون القدس حاضرةً في جميع مناسباتنا الدينية والوطنية والاجتماعية، إذ أنتجنا لرمضان خصوصًا منتجًا بعنوان "رمضاني مقدسي" يرسم خارطة عبادة في الشهر الكريم للأطفال ممزوجة بطابع مقدسي".

وتستقبل مؤسسة "جدي كنعان" طلبة المدارس في الأردن، ليمارسوا أنشطة ثقافية وترفيهية تقرّبهم من المدينة المقدسة، "لدينا أربع غرف، الأولى غرفة قراءة يوجد فيها كتب منوعة عن الأقصى وفلسطين، ويقرأ الأطفال الكبار وحدهم ونقرأ نحن للصغار منهم ثم تدور حلقة نقاش".

وفي الغرفة الثانية – وفق القيسي- يوجد مسرح دمى يعرض مسرحيات عن المدينة المقدسة، أما الغرفة الثالثة فهي "سينما" يشاهد فيها الأطفال أفلامًا متعلقة بالمدينة المحتلة، في حين يوجد في الغرفة الرابعة "تيلي ماتش" يضم عشرة ألعاب مقدسية.

وتهدف المؤسسة لغرس قضية القدس في نفوس الأطفال عن طريق اللعب، "وحاليًّا أصبحنا نقدم تلك الخدمات للأطفال خارج الأردن، وعقدنا دورات تثقيفية عن المدينة عبر الإنترنت لأطفال مغاربة وجزائريين".

وفي الوقت ذاته فإن المؤسسة تُخضع معلّمات لدورات تثقيفية عن القدس بعنوان "معلّم محترف للمعارف المقدسية"، بما يمكّنهم من الشرح للطلاب عن أوضاع القدس ومعالمها.

وتعقد المؤسسة أيضًا تدريبات على هيئة مستويات للطلاب، لشرح "موسوعة فلسطين للأطفال" (المؤلفة من 12 كتابًا) عبر شرح ثلاث كتب منها في المستوى الواحد.

وعن سبب تسمية المؤسسة بهذا الاسم تُبيّن القيسي أنه لكون أكثر الشخصيات التي يحب الأطفال الاستماع لقصصها هما الجد والجدة، "كان توجهنا بعد البحث حول التسمية المناسبة أن يحمل الاسم نداءً محببًّا لربط الطفل بفلسطين، واسم "جدي كنعان" يربط الطفل بأرض فلسطين التي سكنها الكنعانيون العرب قبل آلاف السنين".