حذّرت أُطرٌ صحفية في قطاع غزة من إجراء انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين المقررة في مايو/أيار القادم، لكونها لن تُمثّل المجموع الصحفي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، عادّةً إياها تندرج في إطار تعزيز الشرخ والفجوة بين الصحفيين.
وطالبت الأطر في ندوة إعلامية نظمتها كتلة الصحفي الفلسطيني بخان يونس، بعنوان "نقابة الصحفيين والتغيير المنشود"، أمس، نقابة الصحفيين بضرورة إجراء انتخابات شفافة تضمُّ جميع الصحفيين، بعيدًا عن الفئوية المعمول بها على مدار السنوات الماضية.
فئوية وتفرد
وقال رئيس كتلة الصحفي عماد زقوت، إنه "على مدار سنوات تم الاستحواذ على النقابة والسيطرة عليها من فئة مُعينة"، عادًّا المؤتمر الاستثنائي الذي عقدته النقابة الشهر الماضي تعزيزًا لهذه الفئوية والتفرد.
وأوضح زقوت، أنّ الصحفي الفلسطيني الذي قدّم التضحيات كبقية أبناء الشعب الفلسطيني يحتاج إلى نقابة صحفية قوية تدافع عنه، وتُعيد حقوقه وليس لجهة معينة بعيدًا عن المحاصصة والفئوية.
وأشار إلى أنّ الأطر الصحفية عقدت عدة لقاءات قبل انعقاد المؤتمر الاستثنائي، وطرحت العديد من المبادرات "لكنّ النقابة لم تلتزم بها".
وأضاف: "كان لدينا تخوف من أن يكون المؤتمر الاستثنائي من أجل تعزيز حالة التفرد في النقابة، وبالفعل هذا ما حدث، إذ استثنى المؤتمر عددًا من الأطر الصحفية والصحفيين"، مشددًا على أنّ "المؤتمر لم يأتِ للتوافق والتشاور على إجراء انتخابات قوية وشفافة".
وتابع: "الصحفي بلا سند وليس له نقابة، إذ أنها لم تُشكل شبكة أمان له ولا للمؤسسات الإعلامية خاصة التي استهدفت في العدوانات الإسرائيلية على قطاع غزة"، عادًّا غياب النقابة أمام هذه الانتهاكات المتواصلة "غير مبرر ويبعث على عدم التفاؤل".
وشدد زقوت، على أنّ "الكتلة ومعها الأطر الصحفية ستُعلي صوتها الرافض، وستُنفّذ العديد من الفعاليات الاحتجاجية في قادم الأيام"، مؤكدًا حقّ الصحفيين بضرورة إصلاح النقابة ضمن إطار قانوني نقابي.
نقابة قوية
بدوره، قال ممثل التجمع الإعلامي أنس بركة، إنّ التجمع تحرك في السنوات الماضية بعدّة مسارات مع الأطر الصحفية الأخرى، من أجل الوصول لنقابة موحدة في غزة والضفة.
وأضاف بركة في كلمته، "يجب أن تجلس جميع الأطر لحل مشكلة النقابة، لأنّ المتضرر الوحيد هو الصحفي الفلسطيني"، منبّهًا إلى أنّ الصحفي في غزة والضفة يتعرض للاستهداف ولا يوجد له جسم قوي.
وشدّد على ضرورة أن تكون النقابة لجميع الصحفيين وليس لفئة مُعينة، لافتًا إلى أنه جرى الاتفاق مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وعدد من الصحفيين في وقت سابق على تشكيل مجلس نقابة مدته عام يضم جميع الأطر وله أكثر من مهام، منها العضويات ووضع اللوائح الخاصة بها.
وتابع: "فوجئنا بعقد المؤتمر الاستثنائي دون إشراك عدد من الصحفيين والأطر الصحفية"، لافتًا إلى "أننا لا نخوض معارك سياسية في النقابة وهمنا الوحيد الدفاع عن حقّ الصحفي".
وطالب بركة، بمنح عضوية النقابة للصحفيين الذين يستحقونها، داعيًا لإجراء انتخابات نقابية شفافة تضم كل المجموع الصحفي.
واستبعد أن تُعقد الانتخابات في شهر مايو وفق ما حددت النقابة، داعيًا في الوقت ذاته، لإعادة بلورة اللوائح التي تسير عليها النقابة.
من جهته، أكد المحامي د. عمران أبو مسامح، أنّ النقابة ارتكبت عدة تجاوزات فيما يتعلق بما اتُّفق عليه مع الأطر الصحفية في المرحلة الماضية.
وأوضح أنّ التجاوز الأبرز هو بدء تشكيل الاتحاد العام للصحفيين الفلسطينيين وهو مُخرج غير موجود ضمن جدول أعمال المؤتمر.