نشر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بيانًا ناقدًا ممارسات قيادة منظمة التحرير ضد الشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية، وجاء في البيان: نتابع بقلق الاعتقالات التي نفذتها أجهزة الأمن الفلسطينية في نابلس، والتي طالت 18 شخصًا على خلفية تشييع جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة.
هذا البيان يعود بنا إلى المشهد الذليل، الذي كان أبطاله قادة الأجهزة الأمنية، وهم يطلقون قنابل الغاز، ويحطون بالهراوة الإسرائيلية على الأكتاف التي تحمل الشهيد عبد الفتاح خروشة، وتهتف بمواصلة مشوار المقاومة، ومقاتلة أعداء فلسطين.
فلماذا انقضت الأجهزة الأمنية على جثمان الشهيد خروشة، في مشهد لا يختلف عن مشهد اعتداء الجنود الصهاينة على جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة؟
يقول إعلام السلطة: إن المتظاهرين في مسيرة الشهيد هتفوا ضد السلطة، واتهموها بالتجسس لصالح (إسرائيل)، والخيانة، والتعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية.
وبدل أن تلتفت قيادة منظمة التحرير إلى خطاياها السياسية، وبدل أن تكف عن ارتكاب جريمة التعاون الأمني، وبدل أن تصحو من غفوتها، وملايين الفلسطينيين يتهمون قادتها في هتافاتهم بالخيانة، والتجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية، لجأت قيادة السلطة بأوامر من قيادة منظمة التحرير إلى الانقضاض على المتظاهرين، وتأديبهم، وسحقهم، واعتقال كل من وقعت عليه يد الأجهزة الأمنية.
فهل أغاظ المتظاهرون قيادة السلطة، حين هتفوا لقائد المقاومة محمد الضيف؟
ربما، ولا سيما أن قيادة منظمة التحرير تحارب كل من يرفع السلاح في وجه الاحتلال، وتستفزها الشعارات الوطنية التي تطالب بالانتقام، ومواصلة قتال العدو، وهذا يتنافى مع عقيدة منظمة التحرير الفلسطينية التي أقسمت يمين الولاء للتنسيق والتعاون الأمني؟
إن اعتداء قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على الشباب الفلسطيني المقاوم، يرجع إلى المهمة التي تحملت مسؤوليتها قيادة منظمة التحرير، بعد أن وقعت على اتفاقية أوسلو، بشروطها، وبنودها، التي فرضت على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الحيلولة دون أي عمل مقاوم للاحتلال الإسرائيلي، بل ملاحقة واعتقال كل من يحلم بمقاومة الاحتلال، لذلك جاء اعتداء القيادة الفلسطينية على المتظاهرين، أمام وسائل الإعلام، وتفريق شملهم بقنابل الغاز بمثابة رسالة إلى بن غفير وسموتيرتش بأن قيادة السلطة الفلسطينية، ومن خلفها قيادة منظمة التحرير طوع بنانكم، والسلطة جاهزة لتنفيذ تعليماتكم، ولن تبخل السلطة في استخدام العنف والقوة والبطش ضد المقاومين وأنصارهم، وفق ما تم التوافق عليه في مؤتمر العقبة، وما على (إسرائيل) إلا أن تفي بالتزاماتها، وتقدم الدعم المالي، والسلاح المعد لقمع المتظاهرين، والقادر على اقتحام مدن ومخيمات شمال الضفة.
فهل سيُهزم الشعب الفلسطيني أمام حلف الأعداء؟
المعطيات على أرض الضفة الغربية تؤكد أن تنامي المقاومة يعكس تنامي روح التحدي لدى شباب فلسطين، وأن تصاعد المقاومة يعني أن جيلًا جديدًا قد ولد من رحم المعاناة والخذلان، وهذا الجيل هو القائد الحقيقي للمرحلة، ولن يتخلى عن واجبه الوطني في الدفاع عن أرض فلسطين، هذا الجيل الذي أدرك أن مستقبلة ليس مرتبطًا بالتعاون الأمني، وإنما مرتبط بفوهات البنادق، وبعدد الرصاصات التي تخترق صدر الأعداء.
ملحوظة: محمود عباس يقلد المستشار عيسى أبو شرار نجمة الشرف من الدرجة الأولى!
فمن هو عيسى أبو شرار؟
إنه قاضي المحكمة العسكرية الأردنية، الذي حكم على مئات الفدائيين الفلسطينيين بالإعدام أو السجن المؤبد، بعد معارك أيلول بين منظمة التحرير والجيش الأردني سنة 1970 لذلك استحق عيسى أبو شرار أن يتقلد نجمة الشرف، ومن يد محمود عباس.