أكد متحدثون في مؤتمر دولي بغزة أمس، أنّ استمرار فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وعدوانه العسكري المتكرر، وما ترتّب عن ذلك من تأزُّم الأوضاع الاقتصادية يمثلان دافعَين أساسيَّين لهجرة الشباب بحثًا عن مصدر رزق، مشيرين إلى عوامل أخرى كالانقسام السياسي، والعولمة الاقتصادية الدولية.
وحذّر المتحدثون في المؤتمر الذي أطلقته جامعة الأقصى بعنوان "المؤتمر العلمي الدولي الرابع المحكم الموسم بهجرة رأس المال البشري- الواقع ورهانات المستقبل"، من تداعيات ذلك على خروج الكفاءات إلى الخارج، وانعكاس ذلك على تباطؤ عجلة الاقتصاد الوطني والقطاعات المجتمعية الأخرى خاصة الطبية والتعليمية، داعين إلى توفير فرص عمل دائمة ومؤقتة للشباب الخريجين، واستيعابهم في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.
وحضر المؤتمر الذي تستمر جلساته يومين عدد من رؤساء الجامعات، والشخصيات الاعتبارية والوطنية، وبمشاركة عشرات الباحثين من دول عربية مختلفة.
وأوضح رئيس مجلس الأمناء في جامعة الأقصى م. علي أبو شهلا، أنّ فكرة المؤتمر جاءت لمعالجة "مشكلة الهجرة التي تهدد الأمن والسلم المجتمعيَّين، من أجل إبراز تحديات وأبعاد رأس المال البشري الفلسطيني، ولبناء جسور علمية وأدبية، والتواصل مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية".
من جهته، بيّن القائم بأعمال رئيس الجامعة أ. د أيمن صبح، أنّ "الهجرة أصبحت تؤرق المجتمع الفلسطيني بشكل عام والمجتمع الغزي بشكل خاص، ما يؤثر سلبيًّا على نمو المجتمع وتطوره وتحقيق التنمية المنشودة، وفي المقابل فإنّ هجرة الكفاءات العالية والعلماء والمهنيين تسمح للدول التي استقبلتهم بتنمية قدراتها العلمية فيما يُعرف بالنقل المعاكس للتكنولوجيا، الذي تمارسه الدول المتقدمة على حساب الدول النامية".
وفي ذات السياق أوضح عميد كلية الآداب د. محمود الشامي أنه "ليس أشد على الأوطان من هجرة العقول والكفاءات العلمية من العلماء والمهنيين في كل المجالات، مما يتسبب في إفراغ الأوطان من مصادر قوتها الحقيقية، وحرمانها من فرصة الاستفادة من خبرة أبنائها وتفوقهم".
وفي كلمة اللجنة العلمية أكد رئيسها أ. د خالد صافي أنّ عدد الأبحاث المشاركة في المؤتمر وصلت إلى خمسة وثلاثين بحثًا من مختلف الجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن الجامعات العربية في العراق ومصر وتونس، والجزائر والمغرب تم اختيارها وفقًا للمعايير المتبعة في تحكيم وقائع المؤتمرات، ووفق قواعد التحكيم في مجلة جامعة الأقصى، قسّمت على جلسات المؤتمر الست، إضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية.
وتَضمّن اليوم الأول للمؤتمر جلستين علميّتين، حملت الجلسة الأولى عنوان: "الإطار المفاهيمي للهجرة" برئاسة أ.د نعمات علوان، في حين حملت الجلسة الثانية عنوان : "الإطار المفاهيمي لرأس المال البشري "ترأسها د. سمير أبو مدللة.