قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مساء الجمعة، إن إبرام بلاده اتفاقية لاستئناف العلاقات مع إيران "تفضيل للحل السياسي والحوار".
جاء ذلك في تغريدة للوزير تعليقا على إعلان التوصل إلى اتفاق سعودي إيراني برعاية صينية.
وقال ابن فرحان: "يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة".
وأضاف: "يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".
وفي وقت سابق الجمعة، توصلت السعودية وإيران، إلى اتفاق برعاية صينية، عقب مباحثات بينهما، في بكين، وفق بيان سعودي إيراني صيني.
وعقب المباحثات، قال مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد العيبان: "توصلنا اليوم إلى الاتفاق الذي يأتي تتويجاً للمباحثات المتعمقة التي أجريناها خلال هذا الأسبوع، والتي حظيت بدعم قيادات دولنا الثلاث"، وفق وكالة الأنباء السعودية.
وأوضح أن تلك المباحثات "تم خلالها مراجعة مستفيضة لمسببات الخلافات والسبل الكفيلة لمعالجتها".
وتابع: "يحدونا الأمل أن نستمر في مواصلة الحوار البناء، وفقاً للمرتكزات والأسس التي تضمنها الاتفاق".
وأعلنت السعودية وإيران، الجمعة، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك برعاية صينية، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة، وفق ما نقلته وكالتا الأنباء السعودية "واس" والإيرانية "إرنا".
جاء الاتفاق عقب استضافة بكين في "الفترة من 6 - 10 مارس/ آذار الجاري مباحثات بين وفدي السعودية وإيران، برئاسة مساعد بن محمد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران"، بحسب البيان ذاته.
وجاءت استضافة بكين، للمباحثات السعودية الإيرانية "استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران بالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة منهما في حل الخلافات"، وفق البيان المشترك ذاته.
وأوضحت وكالة الأنباء الإيرانية، أن "رئيس إيران إبراهيم رئيسي زار بكين في فبراير (شباط) الماضي، وكانت المباحثات مع السعودية ضمن متابعة اتفاقات زيارة الرئيس الإيراني للصين ومن أجل حل المشكلات بين طهران الرياض بشكل نهائي".
وتستضيف بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات، أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي.
ولأول مرة يعلن الجانبان الإيراني والسعودي عن وساطة سلطنة عمان التي تجمعها علاقات قوية بالبلدين.
وفي يناير/ كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها الإرهاب.