اختار البرلمان الصيني، الجمعة، بالإجماع شي جين بينغ رئيسا للبلاد للمرة الثالثة على التوالي، حسبما أفاد تلفزيون "CCTV" الحكومي.

كما تم انتخابه بالإجماع أيضا رئيسا للجنة العسكرية المركزية، وفق المصدر نفسه.

البدايات الأولى

تولى شي جين السلطة في عام 2012 وعمل على ترسيخ سلطته وهيمنته على جميع مفاصل الحياة في الصين الحديثة.

وبدأ الرئيس الصيني مسيرته من العمل القسري في الريف إلى أن وصل إلى رأس السلطة في البلاد.

ويرى ألفريد تشان، مؤلف كتاب "عن حياة شي" أن الرئيس الصيني "لا يكافح من أجل السلطة بسبب رغبته في السلطة وحدها، بل يسعى إلى السلطة (ويستخدمها) كأداة لتحقيق رؤيته" لمستقبل بلاده".

الحزب الشيوعي

يمتلك شي رؤيته الخاصة لمستقبل الصين تحمل اسم "الحلم الصيني" أو "النهضة العظيمة للأمة الصينية" والتي يعتمد في تنفيذها على الحزب الشيوعي الحاكم.

وكتب كيري براون مؤلف كتاب "شي: دراسة في السلطة" أن "شي رجل إيمان ... بالنسبة له الإله هو الحزب الشيوعي".

وأضاف أن "أكبر خطأ يرتكبه بقية العالم بشأن شي هو عدم أخذ هذا الإيمان على محمل الجد"، وفق موقع "فرانس24".

لم تكن طفولته تدل على أنه سيرتقي إلى أعلى منصب في الحزب الشيوعي الصيني، لكن والده شي تشونغ شون كان بطلا ثوريا وأصبح نائبا لرئيس الوزراء.

لكن مؤسس الحزب الشيوعي، ماو تسي تونغ، كان على خلاف مع والد شي خلال الثورة الثقافية، ما تسبب في رفض طلب شي للانضمام إلى الحزب الشيوعي عدة مرات.

وفي عام 1974، أصبح شي زعيما للحزب في قريته، ليتسلق لاحقا سلم السلطة إلى أن صار حاكما لمقاطعة فوجيان في 1999 ثم زعيما للحزب في تشيجيانغ في 2002 وأخيراً في شنغهاي في 2007.

وفي نهاية سبعينات القرن الماضي بعد وفاة ماو، رُد الاعتبار لوالده داخل الحزب، ما عزز موقع شي فيه.

وقال تشان إن شي يعتبر نفسه دائما "وريثا للثورة".

وفي 2007، عيّن شي في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي، أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب.

ولاية ثالثة

اختار البرلمان الصيني بالإجماع، الجمعة، شي رئيسا للبلاد، في ولاية ثالثة غير مسبوقة في تاريخ الصين، ليوطد موقعه كأقوى زعيم للبلاد منذ أجيال.

وسبق أن تم التمديد لشي (69 عاما) في أكتوبر/ تشرين الأول لخمس سنوات على رأس الحزب الشيوعي الصيني واللجنة العسكريّة، وهما المنصبان الأهمّ في سلّم السلطة في البلاد.

وعقب التصويت، أدى الرئيس اليمين الدستورية قائلا: "أقسم أن أكون مخلصا للوطن والشعب، وأن أعمل جاهدا لبناء بلد اشتراكي معاصر كبير يكون مزدهرا وقويا وديموقراطيا".

وكانت الأشهر الأخيرة صعبة على شي، إذ شهدت الصين تظاهرات ضخمة نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 احتجاجا على سياسة "صفر كوفيد" التي انتهجها، تلتها موجة من الوفيات عقب التخلي عن هذه الإستراتيجية الصحية في ديسمبر/ كانون الأول 2022.