تصاعدت وتيرة عمليات إطلاق النار ضد حواجز قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته في مدن الضفة الغربية المحتلة، وخاصة في جنين ونابلس، في ظل زيادة حجم الجرائم الإسرائيلية في الآونة الأخيرة في هاتين المدينتين تحديدًا.
وقد امتدت تلك العمليات على مدار الأشهر القليلة الماضية، وارتفعت وتيرتها يوماً بعد آخر تزامناً مع اقتراب شهر رمضان المبارك، رداً على سياسات الاحتلال القائمة على الاعدامات الميدانية وهدم البيوت وغيرها.
ورصد مركز معلومات فلسطين (معطى) في تقريره الدوري، 1177 عملًا مقاومًا بالضفة الغربية والقدس المحتلتين خلال الشهر الماضي، أدت إلى مقتل 8 إسرائيليين، وإصابة 43 جنديًا ومستوطنًا بجراح مختلفة.
وارتفع عدد قتلى جنود الاحتلال والمستوطنين منذ بداية عام 2023 إلى 15 قتيلًا، خلال شهرين فقط، ما يعادل نصف قتلى الاحتلال خلال عام 2022 بأكمله والبالغ عددهم 33 قتيلاً.
معركة جديدة
ويؤكد الناشط في المقاومة الشعبية خالد منصور، أن عمليات إطلاق النار آخذة بالتصاعد خاصة في الآونة الأخيرة، نتيجة زيادة حدّة جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في مختلف مدن الضفة وخاصة جنين ونابلس.
وأوضح منصور لصحيفة "فلسطين"، أن الشباب الفلسطيني يندفع لتنفيذ عمليات إطلاق النار من منطلق التصميم على مواجهة الاحتلال، خاصة بعد انسداد الأفق السياسي الفلسطيني.
ولم يستبعد زيادة هذه الظاهرة في الأيام القادمة خاصة مع قرب شهر رمضان وزيادة تهديدات الاحتلال بقتل الفلسطينيين وخوض معركة جديدة.
وبيّن أن زيادة عمليات إطلاق النار تُشكل "ظاهرة مقلقة" للاحتلال كونه يُطلق عليها اسم "الذئاب المنفردة" أي أنها تندرج ضمن أعمال المقاومة الفردية بلا قرار تنظيمي.
وقال: "إن الاحتلال ومستوطنيه لم يعودا يأمنون على أنفسهم بالسير في مدن الضفة، نتيجة عمليات إطلاق النار المتواصلة"، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال تحسب ألف حساب عند اقتحام أي مدينة فلسطينية.
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء للاحتلال، فاستمرار الجرائم الإسرائيلية سيقابله بالمزيد من عمليات المقاومة".
مرحلة جديدة
من جهتها، أكد الناشط السياسي عمار زهير، أن الأوضاع في الضفة صعبة وخطيرة في ظل استمرار تجرؤ المستوطنين على ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني من جهة، وصمت السلطة من جهة أخرى.
وشدد زهير لصحيفة "فلسطين"، على أن "المقاومة ستتصاعد لأن الجيل الجديد لا يعرف الخوف وأصبح يتمرد على الاحتلال، خاصة في ظل انعدام الأفق السياسي والاقتصادي"، مشيراً إلى زيادة الوعي لدى الشعب الفلسطيني والجيل الحالي تحديداً بأن المقاومة هي الخيار الوحيد للخلاص من الاحتلال.
ورأى أن الأوضاع تتدحرج مع قرب حلول شهر رمضان، الأمر الذي ينذر باندلاع مواجهة كبيرة، قائلاً: "نحن أمام مقاومة أكثر ردعاً للاحتلال وتزداد وتيرتها يومًا بعد آخر".
من جانبه، قال الناشط السياسي، ياسين عز الدين، إن هناك مرحلة جديدة بدأت منذ أكثر من عام ومراكمة للخبرات وتوسعًا تدريجيًا في نطاق العمل منذ ذلك الحين.
وأضاف عز الدين لصحيفة "فلسطين": "رغم جرائم الاحتلال ووحشيته في التعامل مع ظاهرة المقاومة، إلا أنها استطاعت التمدد جغرافيًا من جنين إلى نابلس وصولًا إلى محافظات أخرى وتحديدًا طولكرم وأريحا وطوباس، ونرى بدايات عمل في محافظات مثل الخليل ورام الله وبيت لحم".
وأوضح أن التصاعد الحاصل في نابلس وجنين ناجم عن تراكم الخبرة لدى المقاومين وعجز السلطة والاحتلال عن السيطرة عليهم وضبطهم، مشيراً إلى أن العمليات الناجحة والكبيرة تساهم في تحفيز الحاضنة الشعبية التي تمد المقاومة المسلحة بالعناصر البشرية بالإضافة للحماية الشعبية.