فلسطين أون لاين

"هيّا نبدع" برنامج يطور أدوات المعلم والطالب في المناطق المهمّشة

...
"هيّا نبدع" برنامج يطور أدوات المعلم والطالب في المناطق المهمّشة
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

للخروج عن المألوف وبث الروح في العملية التعليمية أطلقت بشرى الأطرش من الخليل برنامجها "هيّا نبدع" مستهدفةً المعلمين، والأطفال، والمرشدين التربويين في المناطق المهمشة بالضفة الغربية، من خلال تطبيق النظريات التعليمية التي تعتمد اللعب، والسرد القصصي، والحثّ على الابتكار.

والأطرش مدربة في مجال التعليم والصحة النفسية أطلقت "هيّا نبدع" كمشروع بالبداية قبل أن يصبح ضمن برامج "مختبر الإبداعيّة" وهو مؤسسة غير ربحية تهدف إلى النهوض بالعملية التعليمية، ويعمل على تطوير الأدوات الإبداعية لدى المعلم، ومراعاة الخصائص النفسيّة لدى الطالب.

من خلال تنفيذها أنشطة وورشات تعليمية ونفسية للأطفال، والمعلمين في المناطق المهمشة وجدت الأطرش الحاصلة على ماجستير في أساليب التدريس أنهم بأمسّ الحاجة إلى حاضنة إبداعية للخروج عن المألوف، وتقليل اعتمادهم على الأجهزة الذكية.

وتؤكد الأطرش لـ"فلسطين" أن الاستثمار في الطاقة البشرية هو مهمة برنامج "هيّا نبدع" والذي يطبّق النظرية التجريبية في التعليم، والارتكاز على سُلّم "بلوم" للأهداف التعليمية وتطبيق الهدف السادس منه "الابتكار".

أساليب الذكاءات المتعددة

وتقول: "الابتكار للمعلم والطالب، لأنهما يصنعان المعرفة معًا بأدواتهم التي يبدعون بها، وبطرق تدريس حديثة، فالطالب ليس مجرد وعاء لاستقبال المعلومات، بل يحتاج إلى أدوات تعليمية تعتمد الاحتكاك بالبيئة المحيطة لصنع المعرفة، والتعلم النشط الذي يحفز التفكير الناقد، ووضع حلول إبداعية".

وتنبه الأطرش إلى أن جائحة كورونا وتعطّل العملية التعليمية على مدار عامين أفرزا مشاكل في العملية التعليمية، وأن الأساليب التي تعمل عليها خارجة عن المألوف تعتمد الذكاءات المتعددة: الحركي، والمكاني، والزماني، والاجتماعي، وغيرها.

وتشدد على ضرورة تطبيق نظرية التعلم العاطفي الاجتماعي، لاستثمار الطالب معرفيًا، وتقويته عاطفيًا، إضافة إلى استخدام الدراما التعليمية بأنواعها، والتعلم من خلال الترفيه.

وبحسب الأطرش فإنها استندت في مشروعها إلى دراسات نُفذّت على منطقة مسافر يطا جنوب الخليل والتي كانت بعنوان "التعلُّم في مسافر يطا بين الواقع والمأمول"، حيث تتناول واقع التعليم من وجهة نظر الطالب، والمعلم، والأهل، والمرشدين، والمشاكل التي يعانونها.

ونفذت الأطرش دورات تدريبية على أساليب التعلُّم النشط مستهدفة الطلاب، والمعلمين، والمرشدين، والأمهات ركّزت فيها على مفاهيم التربية الإيجابية والدعم النفسي.

وتؤكد الأطرش أن "هيّا نبدع" يقوم على بثّ الحياة للعملية التعليمية، وتعزيز المهارات القيادية، والثقة بالنفس لدى الطالب، من أجل دفعه للاستمرار، وزيادة حبه وشغفه نحو التعليم، واستخدام المعلمين أدوات جديدة لتحفيز قدراتهم، وحواسهم دون الاعتماد على التكنولوجيا.

وتذكر أن البرنامج بعد تطبيقه حقق نتائج إيجابية ملموسة، لذا ستتسع رقعته ليشمل جميع مناطق محافظة الخليل، ومناطق أخرى من الضفة الغربية.

تعقيدات التنفيذ

وعن التحديات التي واجهت الأطرش في أثناء تنفيذ برنامجها، تبيّن أنها واجهت بعض التعقيدات في تسهيل مهمتها لدخول المدارس الحكومية، إضافة إلى أن الوصول إلى بعض المناطق المهمشة مجهدٌ وشاق، ومُكلف ماديًا؛ فالحواجز الإسرائيلية تعيق تحركها وتربك انتظام العملية التعليمية، في ظل إضرابات المعلمين المتواصلة والتي تسببت في تعطيل الكثير من الأنشطة.

وتوصي الأطرش المعلمين والمختصين التربويين بتبسيط المنهاج الفلسطيني الذي يضم زخمًا في المعارف والمعلومات، عبر تقديمه بقالب إبداعي للطالب، شريطة أن يسبقها إخضاع المعلم لبرامج تطوير القدرات ليكون مؤهلًا على إيصال المعلومات بطرق محببة للطالب.

وتختم حديثها برسالة للقائمين على العملية التعليمية في فلسطين: "لا نريد طلبةً يتلقون المعلومة، بل نريدهم مطبقين لها، ومالكين للأسلوب الإبداعي الناقد لحلّ المشكلات التي تواجه المجتمع من حولهم، ما يزيد الحاجة إلى معلّم متجدد يطوّر قدراته باستمرار، وعلى الأهل ألا يضغطوا على ابنهم فلا يهمّ الكم الدراسي، بل كيفية المذاكرة نفسها".