تعد سهير البرغوثي "أم عاصف" من بلدة كوبر شمال رام الله، نموذجًا للمرأة الفلسطينية المضحية، حيث اعتقلت في سجون الاحتلال عقب تنفيذ نجليها عاصم وصالح عملية "عوفرا" البطولية، بالإضافة إلى تنقلها في زيارة زوجها القيادي في حركة "حماس" الراحل عمر البرغوثي "جبل فلسطين" داخل سجون الاحتلال التي قضى فيها قرابة الـ30 عامًا.
واستشهد نجلها صالح بعملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال في 12 ديسمبر عام 2018م، وحكم على نجلها عاصم بالسجن المؤبد 4 مرات، بعد إدانته بقتل جنديين ومستوطن ومحاولة قتل آخرين، وهدم الاحتلال منزلها بعد أن اقتحمته قواته عشرات المرات، وما زالت صابرة مضحية تزرع في أحفادها حب فلسطين.
وفي يوم المرأة العالمي، أكدت أم عاصف البرغوثي أن المرأة الفلسطينية لا تقبل الضيم، وتمثل نموذجًا للتضحية والصبر والعطاء لكل امرأة في العالم.
وقالت زوجة القيادي الراحل عمر البرغوثي، إن المرأة الفلسطينية تتميز عن نساء العالم، وتؤدي دور الأم والأب في غيابه، تعلم وتبني وتتحمل.
وأضافت إن "المرأة الفلسطينية هي أم الشهيد والأسير والجريح، نموذج لكل النساء في دعم الأب والابن والأخ، مثل شجرة الزيتون، جذورها في أعماق الأرض وفروعها في عنان السماء".
وتوجهت أم عاصف بالتحية لجميع نساء فلسطين بمناسبة يوم المرأة الفلسطينية، وقالت: “الحمد لله الذي اصفانا أن نبقى من أهل فلسطين وأهل الجهاد، وفي الأرض المقدسة”.
وشددت والدة الشهيد صالح والأسير عاصم، على أن المرأة الفلسطينية لا تقبل الظلم والضيم في ظل الواقع المفروض عليها من قبل الاحتلال.
وتابعت: “نحن لا نحب الموت ولا الفراق، ونبكي ونتألم على أبنائنا، ولكن نحن نعيش تحت احتلال، والاحتلال يحتاج إلى مقاومة، والمرأة تقاوم قبل الرجل، وهذا واقع فرض على المرأة الفلسطينية، والمرأة الفلسطينية على قدر هذا الواقع وأكثر”.
وأردفت أم عاصف: “إن أبناء فلسطين غاليين على أمهاتهم وعائلاتهم، ولكن طريق جهادنا يهون علينا، وسلعة الله الجنة غالية تحتاج منا التضحية، ومستعدون أن نقدم أغلى ما عندنا لأجل هذه السلعة”.
ولفتت إلى أن الحرية التي ينادي بها الكثيرون للمرأة لن يجدوا أحدًا أعطاها للمرأة مثل الإسلام.
وأشارت إلى أنها عندما اعتقلت في سجون الاحتلال كانت داعمة للأسيرات ورافعة لمعنوياتهن، وأوصت الأسيرات في سجون الاحتلال بالصبر والرباط، داعيا بالفرج لهن ولجميع الأسرى في سجون الاحتلال، والفرج للمعتقلين السياسيين في سجون السلطة.