أكد مدير عام مركز لندن للبحوث مدير المؤتمر الدولي المخطوطات وأهميتها في الحفاظ على الهوية د. محمد عبد العزيز أن المؤتمر الدولي الثالث عشر لمركز لندن أنتج خمسة عشر توصية علمية ثرية للحث على الاهتمام بالمخطوطات.
وأقيم المؤتمر على مدار يومي الأحد والإثنين بتعاون الجامعة الخضراء بتونس وأكاديمية اكريديت بالجزائر وكلية التربية بجامعة القرآن الكريم بالسودان على المنصة الافتراضية بقاعة المؤتمرات الكبرى لمركز لندن للبحوث.
وأشار عبد العزيز إلى أن مركز لندن للبحوث يواصل نجاحاته في بلوغ أهدافه الساعية إلى تطور المجتمعات والنفع العام وأن التعاون مع المؤسسات العلمية يتجه إلى تحقيق الأهداف العلمية والغايات السامية من خلال أفكار الباحثين حول العالم .
وقد شهد المؤتمر مناقشة 30 بحثا علميا لباحثين من 13 دول، جاءت جميعها بشكل علمي سليم وعرض مميز. لافتاً إلى أن الزخم فاق التوقعات بحضور وزراء ورؤساء جامعات وعمداء كليات و70 أكاديميا وباحثا من مختلف الجامعات .
وأثنى عبد العزيز على الفرق العاملة برئاسة الأمين العام للمؤتمر وكيل كلية الآداب في جامعة منيسوتا المستشار العلمي للجامعة الخضراء بتونس بروف ايدير غنيات من الجزائر ورئيس اللجنة الإعلامية على البطة ورئيس اللجنة التحضيرية د بديعة عبد القادر والأستاذ الدكتور حنان عبيد رئيس لجنة التوصيات وكافة رؤساء اللجان بالمؤتمر التي تكاتفت لتحقيق النجاح العلمي .
حفل الختام
واختتم المؤتمر مساء أمس الاثنين، بسلسلة توصيات، أهمها ضرورة اتباع أحدث وسائل التكنولوجيا المتقدمة من عمليات الفحص والتحقيق والجرد والرقمنة والتصوير والتدوين والتحرير والفهرسة للمخطوطات والوثائق التاريخية للحفاظ على ما تبقى منها لدينا كونها تخدم الأمة بل والبشرية كلها .
كذلك أوصى بالاهتمام بتحقيق المخطوطات التي لم يتم حتى الآن تحقيقها وتعريفها وتقديمها للمجتمع للحفاظ عليها، وإنشاء منصّة رقميّة للمخطوطات العربيّة تحوي مكتبة رقمية من أجل تمكين الباحثين والمهتمين من الوصول إلى الموروث الثقافي العربي بطريقة سهلة، فضلا عن حماية المخطوطات من مخاطر التخزين والحفظ والتناول أو عدم الالتزام بالأساليب السلمية مما يسهم في إتلاف المخطوطات.
كما أوصى المؤتمر بضرورة تسهيل الحصول على المخطوطات وشرائها باستخدام عملات متوافرة في غالبية دول العالم الثالث مثل بطاقات google play , App store . وضرورة السماح للعاملين في مجال التحقيق بأن يحققوا أي مخطوط وفي أي مجال علمي.
وأكدت التوصيات على سن تشريعات وعقوبات جزائيّة رادعة للمخالفين لأمور المخطوطات، وتغليظها خصوصا على مهربي المخطوطات. داعيةً لتقديم المساعدة الماليّة للدول الفقيرة، خاصة التي تكون مخطوطاتها عرضة للنهب والتدمير.
وحثت على تشجيع مالكي المخطوطات، وإقناعهم بجدوى التصريح بما تحت أيديهم من مخطوطات وتحفيزهم على تحويلها إلى أملاك وقفيّة، وإعطاؤهم مزايا تحفيزيّة، وضمانات كافيّة للحماية ، والحفظ المميز لهذه المخطوطات.
ودعت لإنشاء قاعدة بيانات بالمخطوطات المتاحة والوثائق الهامة ترتبط بقاعدة البيانات العالمية، تمكن الباحثين من الوصول الى الموروث الثقافي بطريقة سهلة ميسرة مع جرد وفهرسة وتصنيف المخطوطات طبقا للتخصص، وكذلك إنشاء منصة الكترونية تمكن المستخدمين من سهولة الوصول للمعلومات المطلوبة.
وشددت على ضرورة توجيه اهتمام المسؤولين في المجال التعليمي والتربوي على المستوى المتوسط والعالي بضرورة إضافة علمية في مناهج الدراسة عن قيمة المخطوطات ووثائق الوطن الإقليمي والعربي الإسلامي وربطها بتاريخ وجغرافية الأمة، وتبيان دورها في حفظ الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للوطن.
وأوصت كذلك بإدراج مخطوطة "العهدة العمرية" في الدراسات المتوسطة أو العالية لتعرفها كل الأجيال وما يوازيها من مخطوطات أخرى في نفس الأهمية مثل: "وثيقة عثمانية باسم دفتر طابور رقم 516 " بما يؤكد لكل الأجيال العربية الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في فلسطين .