أكد مركز فلسطين لدراسات الاسرى بان الاحتلال يعتقل في سجونه 30 أسيرة فلسطينية في ظل ظروف لا إنسانية قاهرة، وهذا العدد مرشح للارتفاع في ظل حملات الاعتقال التي يمارسها الاحتلال بحق النساء الفلسطينيات بشكل مستمر.
وأوضح مركز فلسطين ان سياسة اعتقال النساء الفلسطينيات هي سياسة قديمة بدأت مع بدايات الاحتلال لفلسطين، ولم تقتصر على حقبة معينة، لكنها تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى تحت حجج وذرائع مختلفة، وشكل من أشكال العقاب الجماعي، وفي أحيان كثيرة تم اعتقالهن بهدف الابتزاز والمساومة لإجبار أقربائهم المطلوبين على تسليم أنفسهم.
وأشار إلى أنه لا يكاد يمر شهر إلا وتتعرض ما بين 10 الى 15 امرأة وفتاة للاعتقال لساعات او لأيام، بحجج مختلفة، وغالبية تلك الاعتقالات تستهدف النساء المقدسيات بحق بهدف ردعهن عن الدفاع عن المسجد الأقصى والرباط فيه، لحمايته وصد اقتحام المستوطنين وجيش الاحتلال لباحاته بشكل مستمر.
الباحث رياض الاشقر مدير المركز كشف أن حالات الاعتقال التي استهدفت النساء الفلسطينيات منذ عام 1967 وصلت إلى ما يقارب 17 ألف حالة اعتقال، ومنذ بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر من العام 2000، اعتقل الاحتلال حوالي (3 آلاف) امرأة وفتاة، لا يزال منهن (30) أسيرة في سجون الاحتلال يقبعن بسجن الدامون في ظل ظروف قاسية.
اقرأ أيضًا: "العواودة": الاعتداء على الأسيرات سيزيد أعمال المقاومة
وأوضح الأشقر أن 14 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة، 8 منهن صدرت بحقهن أحكام بالسجن تزيد عن 10 سنوات، اعلاهن حكما الأسيرتين شروق دويات من القدس وشاتيلا أبوعياد من أراضي 48 ومحكومات بالسجن لمدة 16 عاماً، وأسيرة واحدة تخضع الاعتقال الإداري وهي "رغد الفنى" من طولكرم.
وتعتبر الاسيرة "ميسون موسى الجبالي" من بيت لحم عميدة الاسيرات وأقدمهن وهي معتقلة منذ يونيو 2015 ومحكومة بالسجن لمدة 15 عاماً، كذلك يعتقل الاحتلال قاصرتين هما نفوذ حماد 16 عام، وزمزم القواسمة 17 عام، و5 اسيرات مريضات ابرزهن اسراء الجعابيص .
ومن بين الأسيرات (6) أمهات لديهن 23 ابناً محرومين من رؤيتهم، إضافة عدد من الجريحات كان اخرهن الاسيرة المقدسية "فاطمة بدر" التي اعتقلت قبل اسبوعين بعد إطلاق النار عليها قرب مدخل مستوطنة معاليه ادوميم و إصابتها برصاصة في القدم.
واتهم الأشقر الاحتلال بتعمد استهداف الاسيرات بحملة قمع منظمة، وحرمانهن من كافة حقوقهن، في محاولة لاستنزاف صمودهن والضغط عليهن، حيث تتعرض الأسيرات للعديد من عمليات القمع والانتهاك، مع استمرار سياسة اقتحام الغرف بهدف التفتيش والتنغيص، وانتهاك خصوصيتهن من خلال تثبيت كاميرات المراقبة في ساحة الفورة والممرات، وحرمانهن من الزيارات، ومنع إدخال الكتب الثقافية أو العلمية، وكذلك المشغولات اليدوية كالمطرزات وغيرها.
وتتعمد ادارة السجون اذلال الاسيرات بعرضهن على المحاكم في فترات متقاربة وتأجيل محاكمهن بشكل غير مبرر لعشرات المرات لفرض مزيد من التنكيل والنقل التعسفي لهن، حيث يتم اخراجهم من السجن الى البوسطة الساعة الرابعة فجرا، وفى أجواء البرد القارس، وطوال فترة السفر يتم تقييدهن بالسلاسل الحديدية بالأيدي والأرجل الأمر الذي يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق، وفى بعض السفريات تم الاعتداء على الاسيرات بالضرب والشتم.
اضافة الى استمرار جريمة الإهمال الطبي، والمماطلة في إجراء الفحوصات الطبية وتوفير الأدوية المناسبة، للأسيرات المريضات أو الجريحات الامر الذي أدى في يوليو من العام 2022 الى استشهاد الأسيرة المسنة سعدية سالم فرج الله (65 عاما) من الخليل، وهي ام لثمانية أبناء في سجن الدامون بعد إصابتها بجلطة قلبية خلال تواجدها في ساحة الفورة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد واحتجازها في ظروف قاسية.
اقرأ أيضًا: هيئة الأسرى: 17 ألف أسيرة في سجون الاحتلال منذ عام 1967
وأشار الأشقر الى ان الاحتلال كان نفذ في أواخر العام 2021 اعتداء همجي غير مسبوق بحق الاسيرات في سجن الدامون حيث أقدمت قوات القمع على الاعتداء عليهن بالضرب والشتم والسحل على الأرض وخلع حجابهن ورفع غطاء الرأس، وشد شعرهن مما أدى لإصابة عدد منهن برضوض وكدمات وتم مصادرة كافة الأدوات الكهربائية من الغرف ونقل خمس أسيرات للعزل، عقاب الاسيرات، بمنع الكنتينا والزيارة لمدة شهر، وغرامات مالية ومنع زيارات الأهل لمدة شهرين.
كذلك في نهاية يناير من العام الجاري تعرضت الاسيرات لاعتداء آخر في سجن الدامون حيث أقدمت الإدارة على اقتحام القسم وقامت بالاعتداء عليهم بالضرب ونقل ممثلة الاسيرات "ياسمين شعبان" إلى العزل الانفرادي، وفرضت جملة من العقوبات الجماعية بحقهنّ، تمثّلت بفرض العزل الانفرادي لمدة 7 أيام، على عدد منهن، والعزل الجماعي لمدة خمسة أيام، وحرمان من الزيارة والهاتف العمومي والكنتين لمدة شهر.
وطالب مركز فلسطين بمناسبة الثامن من آذار الذي يصادف يوم المرأة العالمي المؤسسات الدولية المعنية بشؤون المرأة، التدخل لحماية نساء فلسطين من جرائم الاحتلال وخاصة الاعتقال التعسفي دون مبرر وفرض الاحكام القاسية والمبالغ فيها، والعمل الجاد لإطلاق سراح كافة الاسيرات اللواتي يتعرضن لكل أشكال التعذيب والتنكيل في سجون الاحتلال.