فلسطين أون لاين

تقرير مسجد الرحمن.. أيقونة تاريخية في بيت صفافا يغيظ المستوطنين

...
مسجد الرحمن في بيت صفافا جنوب غرب القدس
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

يتأهب أهالي قرية بيت صفافا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وكلهم أمل أن يسقطوا حملات التحريض الإسرائيلية المستمرة ضد أبرز مساجدها، الذي تتلألأ قبته، وتشكل معلمًا بارزًا للقرية الواقعة في جنوب غرب القدس المحتلة

ومثل جميع الفلسطينيين يعاني أهالي بيت صفافا تصاعد اعتداءات المستوطنين وتغولهم على البشر والحجر مع وجود حكومة يمينية متطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو.

وهذا العام تعالت أصوات المستوطنين المطالبة بهدم قبة مسجد الرحمن لتشابهها مع قبة المسجد الأقصى، وهو ما يرفضه أهالي القرية، ويؤكدون استعدادهم للتضحية بكل ما يملكون للحيلولة دون تنفيذه.  

ومسجد الرحمن واحد من أربعة مساجد في القرية الواقعة على مسافة 6 كم جنوب غرب القدس التي تحيطها المستوطنات من كل الجهات. 

وتعود أساسات المسجد إلى نحو قرن من الزمان، إذ بني على مساحة 700 متر، وجدده ورممه المقدسيون قبل 7 سنوات، وتمت إضافة طابق جديد، وبناء القبة الذهبية.

ورفعت بلدية الاحتلال في مدينة القدس طلبًا إلى ما تسمى محكمة الشؤون المحلية الإسرائيلية في يناير 2022، من أجل هدم مسجد الرحمن، وقبته الذهبية بزعم البناء دون ترخيص. 

وفي حينها أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن بلدية الاحتلال بالقدس تعرضت لضغوط كبيرة من المنظمات اليمينية المتطرفة للمطالبة بهدم المبنى الإسلامي بكامله، وليس هدم القبة الذهبية فحسب، بزعم أن "القبة وضعت لتكون مصدرًا آخر للعنف" في مدينة القدس المحتلة.

اقرأ أيضًا: "التقوى" و"الرحمن".. مساجد مقدسية تواجه خطر الهدم الإسرائيلي

وكانت سلطات الاحتلال قد قررت في بداية عام 2021 هدم المسجد، ولكن بعد الهبة الشعبية التي شهدتها مدن الداخل المحتلة، ومعركة "سيف القدس" في مايو 2021، أجلت حكومة الاحتلال في حينها عملية الهدم. 

بدوره يؤكد مختار قرية صفافا، محمد عليان، أن مسجد الرحمن موجود قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، هو أو مسجد شيد في القرية، ومبنيٌّ أرض وقف إسلامي، وتم ترميمه من جديد من تبرعات المصلين قبل سبعة أعوام، وإضافة قبة ذهبية له كبقية المساجد. 

وقال عليان لصحيفة "فلسطين": "شهدت الأيام الأخيرة تنظيم حملة ممنهجة من الصحافة الإسرائيلية وجماعة متطرفة يمينية ضد المسجد وقبته الذهبية لكونها تشبه قبة مسجد قبة الصخرة".

وأضاف عليان: "يطلق المستوطنون والجماعات اليمينية الإسرائيلية المتطرفة على قبة مسجد الرحمن القبةَ الثانية لمسجد قبة الصخرة في الأقصى، لذلك يحرضون عليها، وطالبوا بلدية الاحتلال في القدس والمحاكم بإزالتها".

وأوضح أن قضية قبة المسجد لا تزال منظورة أمام محاكم الاحتلال وتم تأجيلها أكثر من مرة، ولكن أهالي القرية سوف يحيون ليالي رمضان في المسجد ولن يسمحوا بهدم المسجد أو القبة مهما كلفهم الأمر من ثمن". 

ومسجد الرحمن تم تشييده عام 1939 أي قبل استيلاء الكيان الإسرائيلي على أراضي فلسطين التاريخية. 

يقول محمد عليان وهو أحد وجهاء قرية بيت صفاف: "المسجد مكان ديني وهو موجود قبل مجيء اليهود، ولن نسمح لأحد بهدمه أو إزالة أي من معالمه". 

ويضيف عليان أن محاولات المنظمات الإسرائيلية اليمينية عبر محاكم الاحتلال، الرامية لهدم المسجد وقبته لن تفلح.. فنحن أصحاب الأرض والمسجد والحياة هنا وليس المستوطنون".  

ويشير إلى أن بيت صفافا أكثر قرية مقدسية تعرضت أراضيها للمصادرة، إذ تقلصت مساحتها من 5288 دونما إلى 1212 بفعل الاستيلاء الممنهج على أراضيها منذ عام 1948، والآن أبناؤها لن يسمحوا للاحتلال وقطعان المستوطنين بهدم حجر واحد من مسجدها.