فلسطين أون لاين

"الفالوجة.. أرض الصمود والبطولات" توثيق تاريخي وصفي للقرية

...
كتاب الفالوجة
عمّان-غزة/ هدى الدلو:

"هذا الكتاب هو حق تاريخي، ومسؤولية تقع على عاتقي أن أكتب عن بلدتي الفالوجة"، بهذه الكلمات استهل الكاتب محمد عيسى قنديل الحديث عن كتابه "الفالوجة أرض الصمود والبطولات"، الذي يعده وثيقة تاريخية مهمة تضاف إلى السجل التاريخي لتوثيق قرى وبلدات فلسطين.

اعتمد قنديل في كتابه على المراجع التوثيقية في رصد الحياة الإنسانية في القرية التي مثلت قبل نكبة احتلال فلسطين عام 1948، مركزًا تجاريًا مهمًا يرتاده تجار ومواطنو القرى المجاورة.

والفالوجة قرية فلسطينية تقع بين الخليل وغزة، وتبعد عنهما 30كم، وترتفع 100م عن سطح البحر، تبلغ مساحة أراضيها 38038 دونمًا، وتحيط بها أراضي قرى عراق المنشية، وجسير، وحتا، وكرتيا، وعراق سويدان.

وضمت الفالوجة قبل احتلالها جامعًا كبيرًا قديمًا به ثلاثة أروقة وقباب وصحن، وأضرحة لمجاهدين استشهدوا في الحروب الصليبية على القدس، ويوجد بها موقع أثري يدعى خربة الجلس.

ويوضّح أنه اعتمد في كتابه على عدّة مصادر منها الأرشيف الإسرائيلي، والصحف والمجلات التي كانت تصدر في عهد الانتداب البريطاني، والأرشيف الفلسطيني الموجود في رام الله، إلى جانب بعض الوثائق التي نشرت في الأرشيف السوري واللبناني، في حين لم يتمكن من الوصول إلى الأرشيف العثماني.

كما استعان بمقالات وأبحاث لكتاب فلسطينيين، ولم يعتمد على الروايات الشفوية إلا في أضيق الحدود.

ويقع الكتاب في ٣٥٢ صفحة، ويضم عددًا من الفصول التي تطرق فيها لمواضيع متعدّدة، كالفالوجة تاريخيًا، وجغرافية القرية الفقيرة من حيث المحاصيل الزراعية فترة الالتزام التركي الذي كان يلزم كبار الأغنياء بشراء الأراضي.

وتحدث قنديل في أحد فصول الكتاب عن الأمور الحضارية في الفالوجة وما تحتويه من مطار عسكري وعيادات حكومية، ومكتب بريد، والحركة السياسية الحزبية الفلسطينية، والحياة الاجتماعية لأهالي القرية وعاداتها وتقاليدها في الأفراح والأحزان ومناسبات أخرى.

ومن أطول فصول الكتاب قصص الصراع والصمود لأهالي القرية أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يتمكن من احتلالها إلا بعدما عقد اتفاقيات، فكانت الفالوجة آخر القرى سقوطًا في قبضة الاحتلال.

كما لم يغفل قنديل الحديث عن شركة البيبسي وإنتل الإسرائيلية التي احتلت أجزاء كبيرة من أرض القرية.

ويشير إلى أنه اعتمد على الأسلوب التاريخي الوصفي، حيث كان يتناول الحدث ويعلّق عليه، إلى جانب سرد بعض الأحداث.

وكتاب الفالوجة ليس الأول لقنديل إذ سبق أن صدر له العديد من الكتب عن الدولة العثمانية، والإمارة الهاشمية في الحجاز، والموسوعة الأندلسية.