لشهر شعبان لدى المسلمين أهمية كبيرة، إذ أنه يسبق شهر فضيل كريم وهو شهر رمضان والذي أُنزل فيه القرآن، وشهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله.
ولقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عدة عن شعبان؛ فعن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأُحب أن يُرفع عملي وأنا صائم.
وأما ليلة النصف من شعبان، وفضلها، فترِدُ على لسان كثير من الناس، وموضوع يُثار في شهر شعبان من كل عام، تشبُّثًا بأنه توجد في الدين الحنيف أيام وليال لها أهمية كبيرة وقدسية مميزة عن غيرها من الأيام والليالي، فيجتهد المجتهدون فيها، ليحظوا من نفحات العفو والغفران.
فعن أبي ثعلبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يطّلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه"، وفي رواية عن أبي موسى: "إنّ الله تعالى ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن".
ليلة النصف من شعبان
وردت رواياتٌ عدَّةٌ تتحدّث عن فضل ليلة النصف من شعبان وخصوصيّتها، إلّا أنّ من هذه الروايات ما اعتبره بعض العلماء صحيحًا، ومنها ما ضعَّفوه ولم يأخذوا به.
اقرأ أيضًا: أربعة تنبيهات مهمّة بخصوص شهر شعبان
وأكد العلماء أنّ بعض الروايات لا تصحُّ في فضل ليلة النِّصف من شعبان وقد وردت رواياتٌ كثيرةٌ في فضل هذه الليلة، إلّا أنّ العلماء لم يُصحّحوها.
ويُروى في فضل ليلة النصف من شعبان، حديث باطل عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإنّ الله تبارك وتعالى ينـزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلًى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر". وهو مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال ابن باز أنّ من البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها.
صيام نهار النصف من شعبان
أكد العلماء أنّ من صام يوم النصف من شهر شعبان على أنّه من الأيام البيض الثلاثة: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كلّ شهرٍ هجريٍّ، فإنّ ذلك مستحبٌّ؛ لأنّ صيام هذه الأيام من قبيل صيام النافلة، أمّا إفراد وتخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام؛ اعتقادًا لفضله، فلا يصحّ ذلك.
وأرجع العلماء ذلك للروايات الواردة في النهي عن صيام نصف شعبان حتى آخره، وذلك فيما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: (إذا انتصف شعبانُ، فلا تصوموا حتى يكون رمضانُ.
أحاديث النصف من شعبان:
- قال الإمام النووي إنه ضعيف: "صلاة النصف مائة ركعة ليلة النصف من شعبان".
- اختلف في إسناده: حديث النزول ليلة النصف قال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة.
- قال الشيخ ابن عثيمين في مجموع فتاوى ابن عثيمين ضعيفة: أحاديث تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام ويومها بصيام.
- قال ابن باز في فتاوى نور على الدرب ضعيف ليس له أصل يصح: حديث صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلة النصف من شعبان والدعاء الذي يقال في هذه الليلة.
- أورده الألباني في السلسلة الصحيحة: حديث عن أبي موسى الأشعري: إنّ الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.