المتحدث باسم البيت الأبيض يزعم أن بيتهم يدين أقوال وزير المالية الإسرائيلي سيموتريتش التي يدعو فيها إلى (محو حوارة عن الوجود). ويقول إن تصريحاته بغيضة، وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز". ويطالب نتنياهو بالتنصل منها، لأنها تصل إلى حدّ التحريض على العنف. وبالطبع نتنياهو لم يفعل ولم يتنصل.
إن من يتعمق موقف البيت الأبيض يدرك أنه ثمة تصريحات تصدر من البيت الأبيض للاستهلاك الإعلامي، واحتواء مواقف الفلسطينيين قبل أن تتبلور إلى أعمال مضادة. تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض هي من هذا القبيل. إنها لا تقبل التحول لأعمال، والمؤسف أن الطرف الفلسطيني بقيادة الشيخ رحب بهذه التصريحات، ولحق به في الترحيب محمد اشتية، وغيره، ولكن سؤالنا لهما يقول: ما الفعل الذي سيتخذه البيت الأبيض ضد سيموتريتش أو حكومة نتنياهو، وهذه صور محرقة حوارة تملأ وسائل الإعلام الدولية؟!
الشيخ، واشتية يعلمان أنها أقوال أمريكية لا تقبل الترجمة لأفعال، ولو كان البيت الأبيض صادقًا في تجريم أقوال سيموتريتش، وجرائم حرق حوارة، ما منع مجلس الأمن من إدانة المستوطنين، والجيش لتسهيله مهامهم القذرة التي ترقى لأفعال النازية بحسب تصريحات عبرية، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية البيت الأبيض لم يصف المستوطنيين بالإرهاب، ولم يصف أعمالهم بالأعمال الإرهابية، ولم يصف سيموتريش ودعوته بالإرهاب.
إن تعريف أمريكا للإرهاب ينطبق على المستوطنين وعلى دعوة سيموتريتش. البيت الأبيض يساعد إسرائيل في احتلالها واستعمارها للضفة. البيت الأبيض يصف أقوال سيموتريتش بكلمات خجولة فيقول: إنها غير مسؤولة وتثير الاشمئزاز. مثل هذه الأقوال والأوصاف ليس لها ترجمة عملية في سياسة البيت الأبيض، لأنها أوصاف غير قانونية، بينما كلمة الإرهاب لها سلسلة من الإجراءت العملية، بحكم القانون. والبيت الأبيض يتجنب ذلك مع (إسرائيل).
إن مبادرة الشيخ واشتية للترحيب بتصريحات الناطق باسم الخارجية الأمريكي هو ترحيب بوهم وهم يعلمون نواقص أقوالهم. إن الترحيب بأقوالهم غير المجدية جهل، ومجاملة على حساب الشعب، وخيانة لحريق حوارة . لا ينبغي لوطني أن يمدح البيت الأبيض، الذي وقف ضد الحقوق الفلسطينية في مجلس الأمن بعد مجزرة نابلس، وبعد محرقة حوارة.
أنتم تكذبون على الشعب والبيت الأبيض كاذب مثلكم، ولن تخدع الشعب هذه المجاملات الفارغة، على حساب دماء أبنائه، باسم السياسة، والضعف الذاتي. وأنتم تعلمون أن للبيت الأبيض لغتين، لغة (لإسرائيل)، ولغة لفلسطين. قال بايدن: أنا صهيوني وإن لم أكن يهوديًّا، هل تفقهون؟