فلسطين أون لاين

لقاء العقبة

إن مشاركة السلطة الفلسطينية في لقاء العقبة تأتي في الاتجاه المعاكس للإجماع الوطني لشعبنا الفلسطيني، فالسلطة مع الأسف وقعت في فخ الإدارة الأمريكية من جديد، والوعود المعسولة التي لا رصيد لها على أرض الواقع، فكان الأولى في هذه المرحلة الذهاب للوحدة الوطنية كما وحدة البنادق والمقاومة في الميدان.

إذ يأتي هذا اللقاء على وقع المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا، وعلى وقع الاستيطان المتصاعد في الضفة الغربية والتهويد المستمر في القدس.

فحسب الإجماع الوطني فإن اللقاء في العقبة يهدف إلى توفير المزيد من الفرص التي تشجع الاحتلال على الإمعان في ارتكاب الجرائم، بما فيها جرائم التضييق على الأسرى والأسيرات وفرض العقوبات عليهم، وسن القوانين الاحتلالية الجائرة بحقهم.

ويتجدد اللقاء مرة تلو الأخرى، بالقبلات والابتسامات والمصافحة الحارة تتكرر أمام الكاميرات، في حين مصادرة الأراضي بالضفة والقدس والداخل المحتل تسير وفق خطة ممنهجة للاستيلاء على معظم الحقول والمزارع، وطرد أصحابها منها، وتحويلهم إلى قائمة العاطلين عن العمل، بزعم إقامة المستوطنات والمناطق الأمنية التي أتت على خيرة الأراضي، ووصلت إلى أماكن تجمع المياه العذبة لضمها إلى الكيان المحتل، ليحرم أصحابها منها فيعانوا العطش هم ومزارعهم وأنعامهم.

والقدس لم يبقَ منها سوى 4% فقط بأيدي أصحابها العرب، والبقية صادره الصهاينة.

ويجتمع وفد السلطة برئيس الشاباك في العقبة وقوات الاحتلال تجتاح مدن وقرى الضفة الفلسطينية يوميًا، لتدمر البيوت على أصحابها، وتعتقل من تشاء، وتغتال المقاومين الأحرار الذين رفضوا تسليم سلاحهم، وأصروا على الرباط والمقاومة.

فالمصافحة مستمرة وقطاع غزة يعاني حصارًا ظالمًا، طال جميع مقومات الحياة الأساسية لأكثر من مليوني فلسطيني، فلا دواء، ولا علاج للمرضى الذين يموتون يوميًا بسبب إغلاق المعابر في وجوههم، والمنشآت الحيوية توقفت، والبطالة وصلت إلى النسبة الأعلى في العالم، والأطفال يناشدون لرفع الحصار دون مجيب.

ويتمسك قادة المقاطعة بالحوار مع الصهاينة ويديرون ظهورهم للحوار مع أبناء شعبهم ويرفضون الجلوس معهم على طاولة واحدة.

وهنا يحق لنا أن نرفع صوتنا عاليًا إلى أبو مازن، أنك أقسمت اليمين بأن تحمي مصالح الأمة، وتعبر عن آمالها، ومصالح أمتنا لا يمكن أن تتقاطع أو تلتقي مع مصالح عدونا الذي لا يحمل لنا إلا كل سوء ومكروه، ولا يمكن أن نأخذ منه أي شيء دون أن ندفع الثمن من دمائنا وأبنائنا.