فلسطين أون لاين

​"استقيموا ولن تُحصوا" (1)

...
صورة تعبيرية
إعداد / هديل عطا الله

هي كلماتٌ لا بد وأن يعقلها القلب؛ كلماتٌ تنتشلنا من عالم الزيف الذي نعيشه؛ يكفينا أن نكون صادقين مع الله ومن ثم مع أنفسنا حتى ندرك حقائق الحياة.. وحقيقة من نكون:

مما جمعناه للشيخ محمد راتب النابلسي من موسوعته الشهيرة:

الله سبحانه وتعالى ثبت ملايين ملايين القوانين في الكون.. ثبات هذه القوانين يوحي بالاستقرار، وبالنظام؛ هذه القوانين التي لا تعد ولا تحصى والتي ثبتها الله عز وجل من أجل أن يطمئن الإنسان.

لكن الله جلّت حكمته حرك موضوعين خطيرين، حرك الصحة، وحرك الرزق، الرزق ليس ثابتاً، والصحة ليست كذلك؛ يبدو أن هذين الموضوعين الخطيرين، حينما تحركا ليؤدب الله بهما الإنسان.

***

هناك مئات القصص التي إذا رويت يقشعر البدن، كيف أن الأبواب كانت مغلقة ثم فتحت.. فأول أسباب زيادة الرزق تقوى الله عز وجل، الإنسان حينما يرى الأمور معسرة الأبواب مغلقة، الأمل أصبح صفراً، يطرق باب السماء، ليتقِ الله

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾.. أحياناً مرضٌ عضال يتم الشفاء الذاتي، أحياناً فقر مدقع يتم الغنى الذي هو فضل من الله عز وجل، أحياناً عدو متربص كيف يلين الله قلبه، وينصرف عنه.

يقول الإمام علي بن أبي طالب: "الغيبة جُهد العاجز ", أي أن الناجح في حياته، المُوفَّق؛ ليس عنده وقتٌ ليغتاب الناس، لأن الوقت ثمين.

***

ينطلق الإنسان إلى إيقاع الظلم بأخيه الإنسان حينما يتصور مخطئاً أن جهةً لن تحاسبه، وأنه لن يدفع ثمن ظلمه غالياً، وأن القوي الظالم هو الفائز، وأن الضعيف المظلوم هو الخاسر، هذا التصور يوقع الإنسان في حالة نفسية خطيرة يخشى معه ألا يموت مؤمناً.

***

عندنا عبادة اسمها عبادة الهوية.. الإنسان إذا كان غنياً له عبادة خاصة عبادة إنفاق المال، وإذا كان قوياً له عبادة خاصة، عبادة إحقاق الحق، إذا كان عالماً له عبادة خاصة عبادة إلقاء العلم دون أن يأخذه في الله لومة لائم، ، ليس مطلوباً من المؤمن الغني أن يبالغ في قيام الليل، ومعه أموال طائلة، وحوله أناس فقراء جداً، نقول لك: أنت أيها الغني، بعد أن تؤدي العبادات الكاملة لك عبادة استثنائية إنفاق مالك.

***

أنا أقول دائماً استمع إلى الأخبار وأصغِ إلى التحليلات، ولا تنسى لثانية واحدة أن الله موجود، وأن الله قادر أن يغير كل المعادلات، كن فيكون، زل فيزول.

***

(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾.

هذه الآية مذهلة، أي عمل صالح تجاه أي مخلوق، نملة على المغسلة أنت تريد أن تتوضأ، لو فتحت الصنبور لغرقت، أما إن انتظرتها حتى ابتعدت عن الماء، هذا عمل صالح، لا يوجد عمل صالح مهما بدا دقيقاً إلا والله عز وجل يؤجرك عليك.

***

أكبر المصائب أن يذوق الإنسان بأس أخيه، حينما يأتي القضاء والقدر من الله مباشرة هو مؤلم أشد الألم لكن من الله مباشرة، أما حينما يأتي القضاء والقدر على يد إنسان فلابد من صبر أشد.

إنسان لا سمح الله ولا قدر وقع ابنه من الشرفة، فنزل ميتاً، هذا قضاء وقدر، جاءك من الله مباشرة، أما حينما يموت الطفل على يد سائق يقود مركبة، أمامك إنسان تتمنى أن تنتقم منه، لذلك الآية

﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾

***

فرص العمل الصالح أمام القوي أضعاف مضاعفة عن فرص العمل الصالح أمام الفقير؛ كلما كنت قوياً بالمال، أو قوياً بالمنصب بجرة قلم تحق حقاً، وتبطل باطلاً، أو إن كنت قوياً بالعلم، فرص العمل الصالح التي أمامك لا تعد ولا تحصى.

***

من تعرف إلى الله و عقد معه عقداً إيمانياً هو مستثنى مما يصيب عامة الناس.

اللهم أنزِل على قبور المسلمين الضياء والنور والفُسحة والسرور